وحسب مصادر صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، فقد صعد الجولاني إلى الطابق العاشر في المصعد برفقة أربعة حراس مسلحين.
وقرع جرس الباب وكان وصوله بمثابة صدمة للدكتور أحمد سليمان وهو مهندس ميكانيكي، وزوجته، اللذان يسكنان الشقة حاليا.
وأوضح الجولاني لأحمد سليمان المهندس الذي يقيم في الشقة مع زوجته أنه يريد إخلاءها حيث قال: "هل تمانع في إخلاء هذه الشقة؟.. كما ترى لدى والدي ذكريات جميلة عن هذا المكان ويرغبان في العودة".
وكان الزوجان قد حصلا على الشقة في عهد بشار الأسد الذي صادر العقار بعد أن تم الكشف عن هوية الجولاني كزعيم للمعارضة، مما اضطر والديه للفرار إلى مصر.
ووفق حارس المبنى ويدعى عامر الذي واكب المشهد، كان الجولاني "مؤدبا للغاية" وقد منح المهندس سليمان وزوجته الوقت الكافي لحزم أمتعته وإخلاء الشقة.
ويقول حارس المبنى إنهم قرروا الاستجابة لطلب "الجولاني" بإعادة شقة العائلة، ويضيف: "حملوا أغراضهم في السيارة وانطلقوا".
وحسب الصحيفة البريطانية فإن الشرع وبعد يومين من استرداد شقة والديه، عاد مجددا إلى المسجد الأموي الذي كان يصلي فيه عندما كان شابا يافعا.
والأمر الأكثر غرابة، أن منطقة المزة، الضاحية الغربية التي انتقلت إليها عائلة أحمد الشرع، وهو اسمه الحقيقي، عندما كان في السابعة من عمره، ترتبط في أذهان كثير من الناس بنظام الأسد. فهي المنطقة التي يعيش فيها كبار المسؤولين ورجال الأعمال الأثرياء، بالقرب من مطار المزة العسكري، وشارع يعج بالوزارات، بما في ذلك وزارة العدل لكن ذلك كان مناسبا بما فيه الكفاية لعائلته من الطبقة الوسطى لتجد مسكنا.
وتقول الصيفة البريطانية إن والد أحمد الشرع وهو مهندس نفط، أجبر على مغادرة منزل العائلة في هضبة الجولان قبل ولادة ابنه أحمد عندما استولت إسرائيل على المنطقة في حرب الأيام الستة سنة 1967، موضحة أن والد أحمد الشرع كان في علاقة غير مستقرة مع النظام قبل أن يغادر إلى السعودية التي ولد فيها أحمد سنة 1982.
وبعد انتهاء فترة العمل بالخارج، انتقلت العائلة إلى المزة حيث افتتحت متجرا صغيرا ووكالة عقارية وقد استولى النظام على المتجر خلال المراحل الأولى من الحرب ولا تزال الوكالة تحمل اسم "الشرع للعقارات" رغم أنها أغلقت هي الأخرى.
وللتذكير، أعلنت فصائل المعارضة السورية صباح الأحد 8 ديسمبر 2024 في بيان على التلفزيون السوري الرسمي "تحرير مدينة دمشق وإسقاط نظام بشار الأسد" بعد دخول قواتها المسلحة إلى دمشق، فيما توجه الأسد وعائلته إلى موسكو حيث منحتهم روسيا حق اللجوء.
المصدر: صحيفة "ذا تايمز" البريطانية