جاء ذلك في الإفادة الصحفية لبيسكوف اليوم الأربعاء، حيث تابع ردا على سؤال عما إذا كان الكرملين يعتقد أن العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا ساهمت في إضعاف روسيا بالشرق الأوسط: "لقد ساعدت روسيا الجمهورية العربية السورية في وقت من الأوقات على التعامل مع الإرهابيين، وساعدت في استقرار الوضع بعد أن هدد هذا الوضع المنطقة بأكملها، وبذلت روسيا الكثير من الجهد من أجل ذلك، ثم أنجزت مهمتها. بعد ذلك عملت قيادة الرئيس الأسد نفسها بشكل مستقل، وكانت منخرطة في التنمية ببلدها".
وأضاف بيسكوف أن روسيا "تراقب عن كثب ما يحدث في سوريا وتتواصل مع الجهات التي تسيطر على الوضع في البلاد، وترغب في رؤية استقرار سريع للوضع في سوريا، حتى تكون هناك فرصة للوصول إلى آفاق نقل الوضع إلى الاتجاه القانوني".
وكانت العملية الروسية بسوريا قد انطلقت في 30 سبتمبر عام 2015، فيما لم تشارك موسكو من قبل في أي حملات عسكرية في بلدان أجنبية، بعد خروج آخر جندي سوفيتي من أفغانستان عام 1989.
وفي 30 سبتمبر 2015، وافق مجلس الاتحاد الروسي على قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إرسال القوات المسلحة الروسية إلى سوريا لمحاربة تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، استجابة لطلب الرئيس السوري بشار الأسد لمساعدة الجيش العربي السوري في محاربة الإرهابيين.
وفي ذات اليوم بدأت القوات الجوية الفضائية الروسية توجيه ضرباتها إلى مواقع الإرهابيين انطلاقا من مطار حميميم في ريف اللاذقية.
وفي 20 أكتوبر وقع الطرفان الروسي والأمريكي مذكرة حول أمن طلعات الطيران الحربي في سوريا لتجنب الحوادث غير المرغوب فيها.
وبعد سقوط طائرة الركاب الروسية في سيناء، 31 أكتوبر 2015، نتيجة لتفجير عبوة ناسفة على متن الطائرة، وتبني تنظيم "داعش" مسؤولية الهجوم، قامت القوات المسلحة الروسية بتوجيه ضربات مكثفة إلى مواقع "داعش" في سوريا، بمشاركة قاذفات بعيدة المدى وسفن صاروخية أطلقت صواريخ مجنحة من مياه بحر قزوين.
كذلك دخلت العملية العسكرية الروسية بسوريا مرحلة جديدة بعد حادث إسقاط قاذفة "سو-24" الروسية فوق ريف اللاذقية الشمالي من قبل مقاتلة تركية.
وردا على ذلك الهجوم، عززت روسيا دفاعاتها في قاعدة حميميم بشكل كبير، ونشرت بها منظومة "إس-400" إضافة إلى مناوبة سفن حربية مجهزة بمنظومة "فورت"، وانضمت إلى العملية أحدث المقاتلات الروسية التي تولت مهمة حماية القاذفات خلال شن الغارات. وبعد هذا الحادث استهدف الطيران الروسي صناعات "داعش" النفطية، وحقق نجاحات بارزة في هذا المجال.
في 15 مارس 2016، وبموجب مرسوم رئاسي، بدأت عملية انسحاب الأجزاء الأساسية من القوة الجوية الفضائية الروسية في سوريا، مع الحفاظ على القوات الضرورية في ميناء طرطوس ومطار حميميم، بما يضمن استمرار عمليات التحليق الجوي.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد في وقت سابق على ضرورة التصدي لخطر الإرهابيين، وأشار إلى أن عددا كبيرا من مواطني روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة كان قد انضم إلى "داعش" و"النصرة" وغيرها من التنظيمات الإرهابية، فيما تبذل الاستخبارات الروسية جهودا مكثفة لرصد هؤلاء، حيث تفيد معطيات الاستخبارات الروسية بأن قرابة 2500 روسي ونحو 3 آلاف من مواطني رابطة الدول المستقلة كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم "داعش" في خريف عام 2015.
وكان وزراء خارجية 5 دول عربية و"صيغة أستانا" (المكونة من روسيا وإيران وتركيا)، قد أكدوا في اجتماعهم بالدوحة، 7 ديسمبر الجاري، على "ضرورة وقف العمليات العسكرية تمهيدا لإطلاق عملية سياسية جامعة استنادا إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، تضع حدا للتصعيد العسكري الذي يقود إلى سفك دماء المزيد من الأبرياء العزل وإطالة أمد الأزمة، وتحفظ وحدة وسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، وتحميها من الانزلاق إلى الفوضى والإرهاب وتضمن العودة الطوعية للاجئين والنازحين".
المصدر: RT