وبحسب المعلومات الأولية حول اتفاق وقف إطلاق النار فإن حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى على الأراضي اللبنانية لن تنفذ أي عمل هجومي ضد إسرائيل، وفي المقابل لن تنفذ إسرائيل أي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، سواء على الأرض أو في الجو أو في البحر.
ووصف المفكر العسكري المصري اللواء سمير فرج اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، بالاتفاق "الهش" لأنه يسمح لإسرائيل أن تتدخل في لبنان في أي لحظة إذ اكتشفت أي وجود لحزب الله.
وقال المفكر الاستراتيجي المصري في حديثه لـ RT إنه "لا يستطيع أحد أن ينزع سلاح حزب الله" مشيرا إلى السؤال الأهم في هذه النقطة وهو هل يستطيع الجيش اللبناني فرض سيطرته على المنطقة الجنوبية بأكلمها خلال تلك الفترة؟
وبحسب ما تم الإفصاح عنه حول الاتفاق فإن اللجنة الخماسية التي تقودها الولايات المتحدة، وتضم أيضا فرنسا ولبنان وإسرائيل و"اليونيفيل"، ستُشرف على تنفيذ عمليات إخلاء "حزب الله" لمناطق الجنوب على 3 مراحل تتألف كل منها من 20 يوما، على أن تبدأ الأولى من القطاع الغربي، وأن تنسحب إسرائيل من المناطق التي احتلتها في هذه المنطقة بموازاة انتشار معزز لقوات من الجيش اللبناني واليونيفيل.
وبحسب معلومات مسربة لوسائل إعلام فإنه "لن يُسمح لسكان القرى الأمامية في جنوب لبنان بالعودة على الفور إلى هذه المناطق بانتظار اتخاذ إجراءات تحفظ سلامتهم، بالإضافة إلى التأكد من خلو هذه المناطق من أي مسلحين أو أسلحة تابعة لحزب الله"، لكن سيسمح بعودة السكان المدنيين الذين نزحوا مما يسمى بلدات وقرى الخط الثاني والثالث جنوب نهر الليطاني.
وأشار الخبير العسكري المصري إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق حتى الآن أي انجاز يذكر، ولم يستطع القضاء على حركة حماس في قطاع غزة وإن كان "أنهكها" وأضعف قواها، ولم يستطع القضاء على حزب الله أو تدمير ثلث ترسانته من الأسلحة، ولم يستطع السيطرة سيطرة كاملة على قطاع غزة حتى الآن، ولم يتمكن من استرداد أسراه.
وأوضح أن حزب الله حتى هذه اللحظة يرد بقوة على الهجمات الإسرائيلية، واستطاع يوم الإثنين توجيه أكبر عدد من الضربات لإسرائيل إذ بلغت نحو 250 ضربة في يوم واحد، مما يثبت القدرات الكبيرة لدى حزب الله.
وكشف عن الهدف الوحيد الذي سيحققه نتنياهو من وقف إطلاق النار هذا قال إنه سيوفر الراحة لجنوده وجيشه بعد استمرارهم في المعارك لنحو 14 شهرا ومنذ أحداث 7 أكتوبر 2023، مؤكدا أن ما تم الإعلان عنه هو اتفاق لوقف إطلاق النار وليس اتفاقا لتحقيق السلام بين إسرائيل ولبنان يضمن عدم عودة الحرب في أي لحظة.
ومن شأن اقتراح وقف إطلاق النار، الذي توسط فيه دبلوماسيون أميركيون وفرنسيون أن يؤدي إلى إحلال الاستقرار في جنوب لبنان "إذا وفت كل الأطراف بالتزاماتها". غير أن العديد من الأسئلة حول الاقتراح لا تزال من دون إجابة، بما في ذلك كيفية ممارسة الجيش اللبناني سلطته على "حزب الله".
ويتضمن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه انسحاب القوات الإسرائيلية إلى الحدود الدولية طبقا لما ورد في القرار 1701، أي إلى حدود اتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل في 23 مارس/ آذار 1948، على أن تجري عملية إخلاء مقاتلي حزب الله مع أسلحتهم منطقة عمليات "اليونيفيل" طبقاً للقرار نفسه الذي ينص أيضاً على "وجوب عدم وجود مسلحين أو أسلحة غير تابعين للدولة اللبنانية أو القوة الدولية على امتداد المنطقة بين الخط الأزرق وجنوب نهر الليطاني".
المصدر: RT
القاهرة - محمد الصاحي