وتأتي هذه المساعي في ظل تنفيذ جماعات مسلحة مدعومة من إيران هجمات على إسرائيل، انطلاقا من أراضيه.
وأشارت أربعة مصادر في الجماعات المسلحة المدعومة من إيران ومستشاران حكوميان، بحسب الوكالة، إلى أن مساعي الحكومة العراقيّة لم تفلح في إقناع "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي تحالف من جماعات مسلحة مدعومة من إيران، بالتوقف عن إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة على إسرائيل.
ولفتت المصادر إلى أن زيارتين قام بهما مسؤولون أمنيون عراقيون كبار لإيران في الشهرين الماضيين، باءتا بالفشل، إذ كان هؤلاء المسؤولون يهدفون للحصول على مساعدة من طهران لكبح جماح الجماعات العراقيّة المتحالفة معها.
وأوضح مسؤول أمني عراقي بارز مطّلع على تفاصيل الزيارتين، أن "الوفد العراقي تلقّى استقبالا فاترا في طهران… الجواب كان: هذه الجماعات تملك قرارها، والأمر عائد إليها لتقرر كيفية مساندة إخوانها في لبنان وغزة".
ثم لجأت بغداد إلى واشنطن، طالبة من المسؤولين الأمريكيين التدخل لدى إسرائيل، لمنع ردها على الهجمات التي قُتل في إحداها جنديان إسرائيليان وأُصيب أكثر من 20 آخرين في الرابع من أكتوبر الماضي، وفقا للمصادر. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن وقوع وفيات بسبب مثل هذه الهجمات.
وذكر مسؤول بوزارة الخارجية العراقية، بحسب "رويترز"، أن "واشنطن كانت متفهمة لما يمكن أن ينتج من عواقب لأي ضربة إسرائيلية في العراق وتعهدت بالمساعدة".
كما أفادت أربعة مصادر في الجماعات المسلّحة، بأن "كتائب حزب الله" و"حركة النجباء"، اللتين تقودان الهجمات على إسرائيل، حذّرتا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من الضغط عليهما لوقف أعمالهما، وتعهدتا بمواصلة هجماتهما ما دامت إسرائيل تواصل عملياتها في غزة ولبنان.
وأشارت الوكالة إلى أنّ هذه القضية أدت إلى انقسام في أحزاب الائتلاف الحاكم التي تتعاطف جميعها مع القضية الفلسطينية، وتعتبر إسرائيل عدوًّا، لكن بعضها يختلف حول المدى المفترض أن ينخرط به العراق في المواجهة الإقليميّة.
وبينما أشار النّائب أحمد الكناني، من الائتلاف الحاكم، إلى أن رؤساء كتل ناقشوا مخاطر تداعيات الهجمات على إسرائيل والرد الإسرائيلي المحتمَل، في اجتماعَين عُقدا في الشهر الماضي، أفاد أربعة نواب شيعة بأن أعضاء بارزين في الائتلاف الشّيعي يرون أن المواجهة المباشرة مع إسرائيل ستؤدي إلى نتائج عكسية قد تضر بالعراق.
بدوره، اعتبر مستشار رئيس الوزراء العراقي، عبد الأمير تعيبان، أن "المجاميع (الجماعات) الّتي تمتلك سلاح المسيّرات والصواريخ، تستطيع الذهاب إلى غزة ولبنان لقتال إسرائيل، بدلا من دفع العراق إلى التهلكة".
المصدر: رويترز