وقال رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، اليوم، في مؤتمر صحفي، إن للتطورات الأخيرة في المنطقة تداعيات كبيرة على الوضع الداخلي والاقتصاد المصري، ما يدفع الحكومة لاتخاذ قرارات سريعة للتعامل مع التطورات في ظل عدم اليقين بما سيحدث في المستقبل.
وأكد مدبولي أن حكومته قد تجد نفسها مضطرة إلى إعلان إجراءات يمكن وصفها بـ"اقتصاد الحرب"، إذا ما قادت الأوضاع الحالية في المنطقة إلى حرب إقليمية.
وتُذكر تصريحات مدبولي بما أعلنه رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور عزيز صدقي، قبل 51 عاما، وتحديدا في فبراير 1973، أمام مجلس الشعب، حيث كشف عن "ميزانية المعركة" بهدف دعم القوات المسلحة في معركتها لاستعادة أرض سيناء.
وبعد مرور نصف قرن ما زال المصريون يتذكرون ويتداولون الحكايات عن التعبئة الاقتصادية للمجهود الحربي، وتقنين المواطنين في المواد التموينية والسلع الغذائية؛ لتحويل معظمها إلى الجيش لخوض "معركة الكرامة"، لكن مدبولي، طمأن المصريين، بأن الحكومة تعمل على توفير السلع لأطول فترة ممكنة، وضمان استقرار سلاسل الإمداد.
وبعد النكسة التي منيت بها مصر في حرب عام 1967، انطلقت حملة قوية لخفض معدلات الاستهلاك والتبرع للمجهود الحربي على كل المستويات، تحت شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، وبدأت الدولة والشعب في التركيز على توفير الاستهلاك وإعادة بناء القدرات العسكرية استعدادا لحرب التحرير.
وفي 11 فبراير 1973، دخلت مصر مرحلة "اقتصاد المعركة"، عندما أعلن رئيس وزرائها في ذلك الوقت الدكتور عزيز صدقى، أمام مجلس الشعب، ميزانية" تضمنت إجراءات التعبئة الاقتصادية التي سيتم تطبيقها في حال نشوب الحرب مع العدو.
وتضمن ملامح خطة عزيز صدقي، تحويل الموازنة العامة للدولة إلى موازنة المعركة لتوفير جميع طلبات القوات المسلحة خلال الحرب لتحرير الأرض، مع الحفاظ على سرية البيانات الخاصة بالجيش، وإعادة النظر في خطة التصدير والاستيراد لتوفير النقد الأجنبي.
وقرر صدقي يومها خفض الاعتمادات المخصصة للمياه والإنارة والانتقالات، سواء بالسكك الحديدية أو بوسائل النقل الأخرى بنسبة 10%، وخفض اعتمادات الدعاية والإعلان والحفلات بنسبة 25%، وتخفيض الاعتمادات المخصصة للأعياد والمواسم بنسبة 75%.
كما شملت الخطة ترشيد الإنفاق ومراجعة اعتمادات الصيانة للمرافق التابعة لوزارات الري والإسكان والبترول وهيئة البريد، وإلزام تلك الجهات بتحقيق خفض إضافي في المصروفات الخاصة بمستلزمات الشراء 2%، و5% لمستلزمات التشغيل.
وكانت التوصية وقتها بمراجعة جميع المشروعات الاستثمارية المدرجة بموازنة المالية لعام 1973، وتأجيل أية مشروعات لا تخدم الحرب.
ومع اندلاع المعركة يوم السادس من أكتوبر 1973، طرحت الحكومة المصرية ما اسمته "سندات الجهاد"، وهي شهادات استثمارية كان الهدف منها دعم الدولة والجيش فيما يخص الحرب والتداعيات الاقتصادية الناتجة عنها.
وبنهاية عام 1973، أعلن الدكتور عبدالعزيز حجازي، نائب رئيس الوزراء ووزير المالية حينها، أن الدولة دعمت القوات المسلحة بالموازنات المالية منذ عام 1967 وحتى عام 1973 بحوالي 5 مليارات جنيه، بينها 760 مليون جنيه خلال حرب أكتوبر، تم تخصيصها للقوات المسلحة والدفاع المدني والطوارئ.
المصدر: RT + فيتو