وأشار العميد ناتي كوهين إلى الحادث غير العادي المتمثل في انفجار أجهزة الاستدعاء "البيجر" في لبنان لدى عناصر من "حزب الله"، والذي أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة نحو 2800 آخرين، حيث شدد على أن "هذه العملية المعقدة تم التخطيط لها مسبقا بوقت طويل، وهي مثال على القدرات التكنولوجية والسيبرانية غير العادية".
وأضاف كوهين: "من نفذ العملية كان عليه أن يخطط لها قبل أشهر وربما سنوات.. هذه ليست قدرة تكنولوجية مثيرة للإعجاب فحسب، بل هي أيضا القدرة على اختراق شبكات اتصالات حزب الله والتأثير على الوسائل النهائية، أي سلسلة التوريد الخاصة به".
وتابع: "إن التلاعب الذي تم هناك يوضح الجمع بين الهجوم السيبراني والضرر الجسدي للعدو، وهو أمر غير مسبوق في عالم القتال".
ولفت كوهين إلى أن هذا حدث يوضح الانتقال إلى عصر جديد من الحرب السيبرانية، مردفا: "هذه هي المرة الأولى التي تلبي فيها شبكة سيبرانية قدرة حركية، أي وسيلة تنفجر وتلحق الضرر بأفراد العدو".
وشدد على أن الحدث "ليس له مثيل، إنه نمط تاريخي للعمل على نطاق عالمي".
ووفقا له، فإن العالم كله "يدرك أنماط العمل هذه ولكن هذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها".
وفي نهاية حديثه أشار كوهين إلى أهمية تطوير هذا النوع من القدرات وانتظار اللحظة المناسبة لاستخدامها، حيث أوضح قائلا: "في مثل هذا النظام تقوم بتطوير القدرات.. يخزنها وينتظر الساعة المناسبة، ويضغط متخذ القرار على الزر.. ولا شك أن القدرة موجودة، لكن القرار النهائي يقع على عاتق أصحاب القرار".
من جتهه، أكد "حزب الله" في بيان له أنه "قرابة الساعة 03:30 من بعد ظهر اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 انفجر عدد من أجهزة تلقي الرسائل المعروفة بالـ"بايجر" والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله المختلفة"، مشيرا إلى أن انفجار هذه الأجهزة أسفر عن عدد من القتلى والجرحى.
كما حمّل "حزب الله" اللبناني إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي طال المدنيين أيضا، وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة"، مؤكدا أن "هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب".
هذا وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض مقتل 9 أشخاص بينهم طفلة وإصابة نحو 2750 آخرين اليوم الثلاثاء، جراء انفجار أجهزة لا سلكية في مناطق مختلفة في البلاد.
المصدر: "القناة 14" + RT