وقال المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي إن نقاطا عديدة تهدد اندماج المزارعين في ورش التقنين ولعل أبرزها استغلال السدود الكبرى بشمال المغرب (تحديدا بوزان وتاونات) لري حقول القنب الهندي غير المشروع في ظل الإجهاد المائي الذي تعاني منه المملكة.
وأضاف أن الوضع الحالي يتزامن وغياب استراتيجية مائية لمواجهة الجفاف بمناطق زراعة الكيف التقليدية مما ساهم في تنامي ظاهرة الإجهاد المائي بالمنطقة، وفق تعبيره.
وطالب المرصد ببناء سدود تلية بأقاليم إنتاج القنب الهندي لمواجهة ضياع مياه الأمطار والوقوف بصرامة ضد البناء العشوائي للآبار الذي وصل اليوم إلى مئات الأمتار.
وأفاد شريف أدرداك رئيس المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي بأن المزارعين المفرج عنهم سيجدون أنفسهم اليوم أمام وضع مائي صعب يمتاز بإجهاد مائي كبير.
وصرح أدرداك بأن المنطقة حاليا تعاني انتشارا كبيرا للآبار غير القانونية الأمر الذي يهدد ما تبقى من المياه الجوفية وأصبح يطرق أبواب مياه الشرب بالنسبة للساكنة.
وذكر رئيس المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي أن حفر الآبار وصل إلى مائة متر، وهذا أمر يظهر أن المياه لم تعد متوفّرة مقارنة بالفترات الماضية.
وفي هذا السياق، دعا المتحدث بـ"التعجيل في بناء سدود تلية لإنتاج القنب الهندي لمواجهة ضياع مياه الأمطار التي تذهب بحوالي 90 في المائة هدرا"، مؤكدا أن تثمين الطرق التقليدية للبحث عن الماء من الأمور التي يمكن أن تعالج هذه الإشكالية.
ولفت أدرداك إلى أن المزارع الكبير للقنب الهندي يجد الحلول لمواجهة الإجهاد المائي في حين أن البسيط وخاصة المفرج عنهم مؤخرا ليس لهم القدرة على ذلك، وبالتالي هم مهددون بسبب الجفاف للذهاب نحو الزراعة غير القانونية.
وفي المقابل، صرح محمد بازة الخبير الدولي في الموارد المائية، بأنه لن يكون لخروج هذا العدد من المفرج عنهم أي تأثير أو تغير على وضعية الماء بمناطق زراعة القنب الهندي.
وقال بازة إن هؤلاء المزارعين وقت وجودهم بالسجن كان أقاربهم ينتجون القنب الهندي مكانهم فليس بالضروري أن الزراعة توقفت، كما أن عددهم ليس مؤثرا بشكل كبير على الوضعية المائية.
وأكد الخبير في المجال المائي أن مناطق إنتاج القنب الهندي تعرف انتشارا كبيرا للآبار غير المرخصة والتي تبقى ظاهرة وطنية وليست خاصة فقط بهذه المنطقة.
جدير بالذكر أن الملك محمد السادس أصدر عفوا على 4831 شخصا من المدانين أو المتابعين أو المبحوث عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي المتوفرين على الشروط المتطلبة للاستفادة من العفو.
المصدر: "هسبريس"