وفي معرض إجابتها عن سؤال حول الأحوال المعيشية في غزة الصغيرة، قالت "إن بي سي" إن القطاع في الوقت الحالي "مع وجود أكثر من 2 مليون فلسطيني يعيشون في منطقة تبلغ مساحتها حوالي 140 ميلا مربعا، فهي تعد واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم. نصف الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة تقل أعمارهم عن 19 عاما، لكن ليس لديهم أي آفاق للنمو الاجتماعي والاقتصادي ومحدودية في الوصول إلى العالم الخارجي".
الشبكة الإخبارية الأمريكية أشارت في السياق إلى أن إسرائيل "على الرغم من مطالبات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، حافظت على حصار بري وجوي وبحري لغزة منذ عام 2007، والذي كان له تأثير مدمر على المدنيين الفلسطينيين. وتقول إسرائيل إن الحصار الذي يمنحها السيطرة على حدود غزة ... ضروري لحماية المواطنين الإسرائيليين من حماس".
الشبكة ذاتها ذكرت أيضا أن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعتبر الحصار غير قانوني وتقول إنه ينتهك اتفاقية جنيف، وهو اتهام ينفيه المسؤولون الإسرائيليون. تعتقد الأمم المتحدة ومجموعات حقوق الإنسان المختلفة وعلماء القانون، في إشارة إلى الحصار، أن غزة لا تزال تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي".
التقرير يلفت إلى أن الحصار الإسرائيلي من خلال تقييد الواردات وجميع الصادرات تقريبا متواصل منذ 16 عاما، وقد دفع باقتصاد غزة إلى حافة الانهيار، حيث "تجاوز معدل البطالة 40 ٪ ، وفقا للبنك الدولي. ويعيش، بحسب الأمم المتحدة، أكثر من 65 ٪ من السكان تحت خط الفقر، بينما يعتقد برنامج الغذاء العالمي أن 63 ٪ من سكان غزة (لا يتمتعون بالأمن الغذائي)، ويجري تقديم القليل من الدعم النفسي لجيل من الأطفال الذين (يعيشون مع الآثار النفسية طويلة المدى للتعرض المستمر للعنف)، بحسب تقرير للأمم المتحدة يصف تصاعد مشاكل الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب ، بين الشباب الذين يعيشون في قطاع غزة".
الشبكة الإخبارية توقعت في تقريرها أن تزداد الأحوال المعيشية للسكان المدنيين في غزة سوءا بشكل كبير "بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس مؤخرا".
صحيفة الغارديان البريطانية بدورها تطرقت إلى أسباب شن حركتي حماس والجهاد الإسلامي الهجوم الأخير، مشيرة إلى أن "الأسباب الدقيقة للهجوم غير واضحة، ولكن منذ عدة أشهر كانت هناك زيادة في العنف بين الجنود الإسرائيليين والمستوطنين والفلسطينيين في الضفة الغربية. وقد هاجم المستوطنون المسلحون القرى الفلسطينية وهاجم المقاتلون في الضفة الغربية الجنود والمستوطنين، وشنت قوات الدفاع الإسرائيلية مداهمات متكررة على البلدات الفلسطينية".
الغارديان سجلت في هذا السياق أيضا أن "أفرادا من اليهود أدوا الصلاة في الأسبوع الماضي داخل المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدس. المنطقة المحيطة بالمسجد معروفة للمسلمين باسم الحرم الشريف وهي ثالث أقدس مكان للإسلام بعد مكة والمدينة في المملكة العربية السعودية... ولا يسمح لليهود بالصلاة داخل المسجد الأقصى، والقيام بذلك استفزازي للغاية. حماس سمت عمليتها الهجومية الحالية، طوفان الأقصى".
الصحيفة تطرقت إلى طريقة تعامل إسرائيل مع غزة، مشيرة إلى أن تل أبيب تقوم "بمراقبة مكثفة لغزة. تراقب إسرائيل النشاطات والاتصالات والحياة اليومية بأحدث معدات المراقبة بما في ذلك الطائرات المسيرة التي تحلق فوق القطاع. كما أنها تعتمد على أجهزة الاستخبارات من خلال المخبرين، الذين يتم ابتزاز العديد منهم أو إجبارهم على مساعدة إسرائيل".
وسائل الإعلام الغربية تطرقت بشكل خاص إلى فشل الجيش والاستخبارات الإسرائيلية في الكشف عن مواجهة الهجوم الفلسطيني الذي أخذهما بحسب تعبير شبكة "سي إن إن" على حين غرة، فيما وصفتها بـ "واحدة من أسوأ الإخفاقات الأمنية في البلاد".
الشبكة الإخبارية الأمريكية نقلت عن إفرايم هاليفي، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" قوله: "لم يكن لدينا أي تحذير من أي نوع، وكان من المفاجئ تماما أن الحرب اندلعت هذا الصباح".
هاليفي قال في تصريحه إن عدد الصواريخ التي أطلقها المسلحون الفلسطينيون "لم يسبق له مثيل من قبل"، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تتمكن فيها غزة من" اختراق عمق إسرائيل والسيطرة على قرى"، مشيرا أيضا إلى أن "الفشل الاستخباراتي هائل وسيزعزع ثقة الجمهور الإسرائيلي في قدرة حكومتهم وجيشه على حماية المدنيين".
إيلي مارون قائد البحرية الإسرائيلية السابق فقد صرح للقناة التلفزيونية 12 قائلا: "كل إسرائيل تسأل نفسها: أين هو جيش الدفاع الإسرائيلي، أين هي الشرطة، أين هو الأمن؟.. هذا فشل هائل لقد منيت مؤسسات الدفاع ببساطة بفشل مع عواقب وخيمة".
وفيما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ "انتقام عظيم"، صرح العقيد ريتشارد هيشت المتحدث العسكري الإسرائيلي بأن الجيش سيعمل خلال الساعات 12 المقبلة على "إنهاء جيب غزة وقتل جميع الإرهابيين في أراضينا".
المصدر: RT