وفي متن الحوار المطوّل الذي نشر في عدد 20 مايو 1985، وأجراه رئيس تحرير الصحيفة محمد جاسم الصقر، أكد الملك حسين أن غالبية الزعماء العرب يباركون الاتفاق الأردني-الفلسطيني. معتبرا حينها أن "الفرصة القائمة حالياً للعمل من أجل السلام في الشرق الأوسط ربما تكون الفرصة الأخيرة".
وتجدر الإشارة إلى أن "اتفاق العمل الفلسطيني الأردني المشترك" المذكور تم في 11 فبراير 1985 ونشرته الحكومة الأردنية في 22 فبراير نفسه، وجاء فيه إنه انطلاقا من روح قرارات فاس المتفق عليها عربيا وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بقضية فلسطين، وتماشيا مع الشرعية الدولية، وانطلاقا من الفهم المشترك لبناء علاقة مميزة بين الشعب الأردني والفلسطيني، اتفقت حكومة المملكة الأردنية الهاشمية ومنظمة التحرير الفلسطينية على السير معا نحو تحقيق تسوية سلمية عادلة لقضية الشرق الأوسط وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس وفق الأسس والمبادئ التالية:
- - الأرض مقابل السلام كما ورد في قرارات الأمم المتحدة بما فيها قرارات مجلس الأمن.
- - حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني. يمارس الفلسطينيون حقهم الثابت في تقرير المصير عندما يتمكن الأردنيون والفلسطينيون من تحقيق ذلك ضمن إطار الاتحاد الكونفدرالي العربي المنوي إنشاؤه بين دولتي الأردن وفلسطين.
- - حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حسب قرارات الأمم المتحدة.
- - حل القضية الفلسطينية من جميع جوانبها.
- - وعلى هذا الأساس تجرى مفاوضات السلام في ظل مؤتمر دولي تحضره الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وسائر أطراف النزاع بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ضمن وفد أردني - فلسطيني مشترك.
وفي هذا الجانب، تطرّق الملك حسين في حواره الصحفي إلى رأي المملكة العربية السعودية في هذا الاتفاق ونفى أن تكون السعودية غير راضية عنه، وأكد في السياق ذاته أنه "لا يختلف مع الرئيس السوري (الراحل) حافظ الأسد حول استراتيجية السلام العادل والشامل لتحرير الأراضي العربية المحتلة عام 1967.
وركز في السياق ذاته على مجموعة من الحقائق منها أن غالبية الزعماء العرب يؤيدون الاتفاق الأردني - الفلسطيني للعمل المشترك في اتجاه السلام العادل والشامل في المنطقة.
وأن منظمة التحرير الفلسطينية هي التي اختارت، وقررت، عقد "اتفاق عمان" وأن قادة المنظمة يعرفون أن واجبهم هو تحرير الأرض.. بأي طريقة. وأن موقف الرئيس السوري حافظ الأسد، لا يختلف عن الموقف الأردني، في السعي إلى السلام الشامل في المنطقة، وتحرير الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
المصدر: القبس الكويتية