وكشفت الوثيقة عن سياسة إسرائيل الإعلامية بكافة أذرعها سواء بوزارة الخارجية أو المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وكافة الدوائر التي تعمل في مجال الحروب النفسية ضد العالم العربي في شعبة الاستخبارات العسكرية، لضمان اختراق العالم العربي وتحسين صورة إسرائيل، والعمل على تشويه صورة القيادات العربية في أعين شعوبها.
وبحسب ما كشفته عن نص الوثيقة السرية التي تنتهجها إسرائيل في حروبها الإعلامية الموجهة بالأساس ضد مصر، والدول العربية، بما فيها الدول الخليجية فإن مدير عام الخارجية الإسرائيلية عوديد يانون وضع هذه الوثيقة السرية ونشرها في مجلة كيفونيم الصهيونية تحديدا في 10 يوليو 1983 أي بعد عام من استكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء، خصيصا للحروب النفسية عبر الإعلام ضد مصر والدول العربية والتي جاء في نصها:
الوسائل: الضغط على الإعلاميين في العالم .. مضايقة الزعماء العرب .. إجراءات الترهيب .. نشر المواد المزيفة .. تحريف كلام الشخصيات العربية في الخارج .. الابتزاز غير اليهودي.
الهدف: تشويه سمعة وتضليل الشخصيات الرئيسية في العالم العربي .. لإثارة التوترات والمخاوف .. والتأكيد على حقيقة أن إسرائيل يمكن أن تلجأ إلى إجراءات وأساليب قاسية ومجنونة.
الأسلوب: دون أي تردد وبدون أي تحفظ مادي أو أخلاقي!
وتشير الدكتورة رانيا فوزي في استعراض ما ورد في هذه الوثيقة نصا حول الحروب النفسية ضد العالم العربي عبر الإعلام أنها قد ورد فيها "استخدام أي خبر أو مقال عربي ضد شخصية أو منظمة أو دولة عربية بكافة الوسائل على الفو، والتشهير والتضليل تجاه الشخصيات الرئيسية في العالم العربي في كل فرصة وتحريضهم ضد بعضهم، والاستفادة من كل موقف حاد وإشكالي في الدول العربية لخلق التوترات، كذلك زيادة حدة الاحتكاكات الجوهرية بين الدول العربية والأفراد بمختلف الوسائل، بما في ذلك الابتزاز العلني، مع العمل على الكشف عن الحقائق غير السارة في العالم العربي لبعض القطاعات العربية. وكذلك التأكيد بشكل خاص على حقائق التعايش بين العرب والإسرائيليين بمن فيهم عرب المناطق المحتلة. والعمل على استخدام مضامين الثقافة واللغة العربية لأغراض الدعاية والخداع السياسي بكل الوسائل وخاصة في أوقات التوتر والطوارئ حتى بين الدول العربية. تقديم إسرائيل في صورة إيجابية ، إنسانية ، ولكن بشكل خاص باعتبارها أقوى قوة في المنطقة إلى الأبد ، بغض النظر عما سيفعله العرب ضدنا وما هي الإجراءات التي سيتخذونها. والتأكيد على أن إسرائيل يمكن أن تلجأ إلى إجراءات وأساليب قاسية ضد الدول العربية ومصالحها دون أي تحفظات. والترهيب وكشف حقائق حول معاملة إسرائيل للإرهابيين حتى لو لم يكن هناك صحة في ذلك لأغراض الحرب النفسية فقط وبالوسائل للعالم العربي بشكل عام".
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم