تفاصيل الحادثة تقول حسب إحدى الروايات إن زعيم الجبهة الإسلامية القومية في السودان، حسن الترابي وصل في ذلك الوقت "مع مرافقيه إلى مطار (أوتاوا بكندا) حيث كان ينوي التوجه إلى تورنتو، حين بدأ هاشم بدر الدين 35 سنة يطلق هتافات معادية للحكومة السودانية وللترابي، ثم هجم على زعيم الجبهة الإسلامية، ووجه إليه ضربات كاراتيه مكثفة وشديدة ألحقت به جروحا وكدمات بالغة، كما أصيب أحد مرافقيه بجروح أيضا، قبل أن تصل الشرطة الكندية وتلقي القبض على الجاني وتنقل الترابي ومرافقيه إلى المستشفى المدني في أوتاوا".
الرواية ذاتها تفيد أيضا بأن بطل رياضة الدفاع عن النفس "هاشم بدر الدين هو حفيد مؤرخ وكاتب سوداني معروف، ووالده كان أستاذا للتربية الرياضية، وقد هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1986 ومنها إلى كندا عام 1990 حيث حصل على حق اللجوء السياسي. وبدر الدين حائز على الحزام الأسود في الكاراتيه قد عمل مدربا رياضيا في بلدين عربيين، ومعروف عنه تدينه وعداؤه الشديد للجبهة القومية الإسلامية وزعيمها الترابي وللنظام الحالي في السودان، وسبق له أن عبر مرارا عن آرائه هذه في ندوات عقدت في كندا، وهو متزوج وأب لولدين".
رواية أخرى قال إن صاحب الحزام الأسود في رياضة الكاراتيه، هاجم الترابي في نوبة غضب عندما رآه داخل مطار أوتاوا، وأن حارسا صوماليا كان برفقة "الشيخ" تدخل وحاول صد المهاجم بدفع عربة نقل الأمتعة نحوه، ما أضعف ضربته التي قيل إنها كان من الممكن أن تقتل الترابي.
في هذا السياق أشير إلى أن الترابي أصيب بشدة، وقضى 4 أسابيع في المستشفى، وأنه بعد الضربة، فقد القدرة على استخدام يده اليمنى لفترة من الوقت، وأصيب بلعثمة في الكلام، وتعذرت حركته من دون عكاز.
اما رواية هاشم بدر الدين الذي يصف بأنه صوفي، فيقول فيها إن العدالة الكندية برأته من التهم "التهم الثلاث: الاعتداء مع تسبيب الأذى الجسدي لكل من الترابي وأحمد عثمان مكي والحارس الصومالي. كسبنا القضية تحت حق الدفاع عن النفس. أثبتنا أن حراس الترابي هم الذين بادروا بالاشتباك لكنهم خسروا النتيجة. فالقانون لا يحتم في أي عراك أن المنتصر هو المعتدى وأن المهزوم هو الضحية؛ إنما ينظر إلى كل الحيثيات. الصورة التي قدمها مرافقو الترابي في المحكمة هي خليط من الكذب الذي بلغ حد المرض والخبث والغباء والجهل بالقانون الغربي".
بطل الكاراتيه السوداني وهو متحمس عنيد عبر عن عداوته المستحكمة مع الترابي ونهجه، وقال بهذا الشأن: "لم يكن لدىّ عداء شخصي مع الترابي، وأعتقد أن سجل الجرائم التي ارتكبها الترابي في حق الشعب السوداني يكفي لصلبه وليس فقط ضربه. لم يخف علىّ كما خفي على البعض في ذاك الوقت أن الترابي كان يقف وراء انقلاب الإنقاذ، وأنه تخفى خلف حفنة من الضباط الطموحين المتعطشين للسلطة والتسلط لسرقة السلطة ليلا بعد أن أيقن أن الشعب السوداني رفض شخصه وأفكاره رفضا قاطعا".
الترابي شخصية جدلية على مستوى عالمي، وكان صاحب نفوذ كبير في السودان منذ عهد الرئيس الأسبق جعفر النميري الذي حكم السودان بين عامي "1969 – 1985 ".
بعد أن قضى سبع سنوات في سجون النميري، أطلق سراحه وجرت محاولات للمصالحة مع الحركة الإسلامية السودانية، وانتهت الأحداث بثورة شعبية ضد النميري، تشكلت إثرها حكومة ديمقراطية منتخبة، إلا أن الجبهة الإسلامية القومية التي كان يتزعمها حسن الترابي نفذت انقلابا عسكريا أطاح بتلك الحكومة في عام 1989، وأوصل عمر البشير إلى سدة الحكم، قبل أن يدب الخلاف بين الرجلين ويزج به البشير في السجن لمدة شهر ونصف، غادر بعدها المشهد السياسي السوداني إلى أن توفى في عام 2016.
المصدر: RT