وأوضح لعمامرة، خلال مشاركته في أشغال الطبعة الثامنة لمنتدى الحوار المتوسطي رفيع المستوى "روم ميد"، بالعاصمة الإيطالية، أن الجزائر تسعى إلى ايجاد حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية وحلول عربية لمشاكل العالم العربي، مؤكدا أن "العالم بلغ اليوم مستوى معين من التطور والتواصل، نتجت عنه عولمة غير مكتملة".
وقال لعمامرة: "إن هذا العالم يدفعنا إلى اختيار النهج الذي يجب أن نسلكه، المبني على ترقية مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، التي يتوجب تطبيقها، لاسيما عند الحديث عن ظاهرة ضم إقليم بالقوة، الذي يعد أحد مواضيع الساعة وكذا السهر على تطبيق هذا المبدأ السامي للأمم المتحدة في العالم قاطبة، خاصة في الشرق الأوسط وإفريقيا".
وتطرق وزير الخارجية، بالمناسبة، إلى العلاقات التي تربط الجزائر بإيطاليا، مبديا ارتياحه "لجسر الازدهار الممدود بين البلدين، سواء في المجالين الطاقوي أو الصناعي"، قائلا في هذا الصدد: "لقد أحرزنا تقدما كبيرا ولنا بشائر للمستقبل القريب، من شأنها ترقية هذه العلاقة وإعطائها بعدا إستراتيجيا أكبر"، في حين أكد أن البلدين تربطهما أيضا "علاقات تجارية وعلاقات إنسانية وعلاقات ثقافية".
وذكّر بتنظيم الجزائر الناجح يومي 1 و2 نوفمبر الماضي للقمة الـ31 لجامعة الدول العربية، مشيرا إلى "الإرث المتبقي منه بغية ترقية السلام وتجديد دعوة العالم العربي لسلام قائم على مبدأ حل الدولتين، وعلى أساس حدود جوان 1967، ويتمحور على مبادرة السلام العربية التي تحمل في طياتها إمكانية تحقيق سلام حقيقي، كمساهمة في هذا الفضاء المتوسطي الشاسع بامتداداته في الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا".
وقال لعمامرة، إن الجزائر "تعمل على تحقيق هذا السلام لاسيما من الجانب الفلسطيني بما أن جهود رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، توجت بجمع كافة الفصائل الفلسطينية في الجزائر العاصمة وتوقيعها على "إعلان الجزائر"، الذي يسعى لتوحيد وإعادة بعث المسار الديمقراطي لدى الطرف الفلسطيني".
وأكد الوزير، خلال اللقاء الذي جمعه بالمبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، دعم الجزائر للجهود التي يبذلها، لتوفير الظروف الضرورية لاستئناف المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليزاريو، "للوصول إلى حل سياسي عادل ومستديم يقبله الطرفان، ويضمن للشعب الصحراوي ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير".
المصدر: صحيفة المساء