وقال الخصاونة إن المجتمع الدولي "التزم خلال العام الحالي، بـ 7 في المئة فقط من المتفَق عليه مع الأردن تحت عنوان تقديم الرعاية لعدد اللاجئين السوريين الضخم في المنطقة".
وفي حوار أجرته معه صحيفة "إندبندنت عربية" قال الخصاونة إن المسألة "لا تتعلق فقط بعودة اللاجئ السوري إلى بلده، ولكن بتحديد المكان الذي سيعود إليه بصورة دقيقة، والأهم، بتهيئة ذلك المكان أصلا، وتوفير ظروف موضوعية للحياة الكريمة له في بلده من بينها المشاركة السياسية أيضا".
ونفى الخصاونة بشكل قاطع أن تكون المملكة في صدد منح الجنسية للاجئين السوريين، قائلا: "معاذ الله أن يحصل ذلك". وأشار إلى أن "حق اللاجئ السوري في العودة إلى أرضه ينبغي أن يبقى مصونا، وأن ينشغل به ضمير العالم بصرف النظر عن واقعية تنفيذ ذلك الحق أو توقيته".
ونقلت الصحيفة عن الخصاونة أن "مصالح كل الدول المحيطة بسوريا، بل مصالح المجتمع الدولي أيضا، تتطلب بقاء قصة اللجوء السوري في واجهة الأحداث" وقال إنه "لا بد من الحفاظ على صفة "اللجوء السوري"، والحرص على الانشغال فيها حتى تصبح عودة اللاجئين ممكنة فعلاً، وتنضج الظروف التي تؤدي إلى عودة ناجحة ومستقرة حتى لا تحصل ردود فعل عكسية مجدداً.
وتحدث الخصاونة عن "جيل ثان من اللاجئين السوريين"، قائلا إن "من لجأ إلى تركيا أو لبنان أو الأردن في عام 2011 يقترب عمره الآن من 10 سنوات" وهي وقائع يرى أنه تبغي قراءتها بعمق.
الموقف الأمريكي
ويرى الخصاونة أن موقف الإدارة الأمريكية "شهد تبدلا، ولو طفيفا، فالنغمة التي تتحدث عن إسقاط النظام السوري يبدو أنها باتت تميل إلى الواقعية أكثر، من خلال التركيز على تغيير سلوك النظام السوري، بدل الاستمرار في وهم العمل على إسقاطه"، وهو أمر قال الخصاونة إن الملك عبدالله الثاني تحدث عنه علنا.
وأشار رئيس الوزراء الأردني إلى أن بلاده كانت طوال الوقت تدعو إلى حل سياسي شامل ينهي حالة الصراع في سوريا، وأضاف أنه "ليس سرا أن المجتمع الدولي بدأ اليوم ينتبه لما كان يقوله الأردن قبل سنوات طويلة، الأمر الذي يمكن أن يكون نافعاً اليوم بكل الأحوال".
وقال الخصاونة إن الأردن مهتم مع مصر و"بعض الدول الشقيقة بأن تعود سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية" ووصف غيابها عنه بأنه "لم يكن منتجا، لأن النظام الرسمي العربي يمكنه أن يؤسس لهوامش مبادرة وحوار أفضل مع السوريين من خلال عودتهم إلى مقعدهم الطبيعي في حضن الجامعة العربية، فكثير من المسائل المهمة عبر الجامعة يمكن أن تُناقَش مع الأشقاء السوريين، ومن بينها، بل أبرزها، عودة اللاجئين والمشردين إلى وطنهم".
المصدر: "إندبندنت عربية"