وأصبح النوم الجيد أكثر صعوبة خاصة بالنسبة للأطفال الذين نشأوا في عصر الضوء الأزرق المستمر، المنبعث من شاشات الهاتف الخلوي والكمبيوتر اللوحي.
ووجدت دراسة كندية جديدة أن الحصول على ما يكفي من النوم هو مفتاح القضاء على الميكروبات في الأمعاء، ما يساعد بدوره على حماية الأطفال من السمنة ومرض السكري ومشكلات القلب لسنوات قادمة.
ويعاني الكثير من الأطفال من زيادة الوزن أو السمنة، ما يرفع مخاطر تعرضهم للسمنة التي تسبب مرض السكري وأمراض القلب ومخاطر صحية أخرى محتملة.
ولهذا تشير أبحاث عديدة إلى الدور المركزي لبكتيريا الأمعاء في الصحة العامة، وعلى وجه الخصوص، يربط العلماء بين حمية غذائية أفضل وجراثيم الأمعاء الأكثر تنوعا ومجموعة متنوعة من الميكروبات للحصول على وزن صحي.
ومؤخرا، اقترحت الدراسات أن هذا الميكروبيوم، وهو عبارة عن مجموع الميكروبات المتعايشة مع إنسان أو أي من الأحياء الأخرى وتعيش على جسمها أو في داخل أمعائها، يبدأ في التبلور في السنوات الأولى من الطفولة، لكن تطور الميكروبيوم، كما يشك العلماء، يعتمد أكثر بكثير على ما يأكله الطفل.
وبعد هذه الفرضية، قرر الباحثون في "CHU Sainte-Justine" في مونتريال، متابعة مجموعة صغيرة من الأطفال لمدة ثماني سنوات، وقد تتبعوا عادات تناول الطعام والتمارين والنوم لدى 22 طفلا، واتخذوا التدابير النهائية لبكتيريا الأمعاء عندما وصل الأطفال بين 15 و17 عاما.
وفي سن المراهقة، تباينت أعداد البكتيريا في أحشائهم على نطاق واسع، ولكن لم يتم تحديدها بالكامل من خلال وجباتهم الغذائية.
وكانت عادات النظام الغذائي والنوم خلال السنوات من 10-12 عاما، أقوى صلة بصحة الأمعاء عند الأطفال، وأولئك الذين تناولوا الكثير من الدهون إما الغذائية أو المشبعة، كانوا أقل احتمالا بكثير أن تكون لديهم مجموعة واسعة من بكتيريا الأمعاء التي هي السمة المميزة لأمعاء صحية.
وحاول العلماء معرفة العلاقة بين النوم وصحة القناة الهضمية كما فعلوا في النظام الغذائي، ويبدو أن النوم لفترة أطول يشجع البكتيريا المفيدة على النمو والازدهار في أحشاء الأطفال، ما يعزز نظامها الهضمي والصحة العامة.
وتكشف هذه النتائج الأولية أنه ليس النظام الغذائي فقط، ولكن عوامل الحياة الأخرى بما في ذلك انخفاض مستويات اللياقة البدنية وسلوك النوم الضعيف، قد تشارك في تطوير ميكروبات الأمعاء "غير الصحية".
المصدر: ديلي ميل