ومع ذلك، يبدو أن هذا ليس هو الحال دائما لأنه، وفقا للخبراء، لا يقتصر الاكتئاب والقلق الذي يلي الولادة على النساء فقط، حيث أن حالة الصحة النفسية التي تؤثر على الوالدين في السنة الأولى من حياة طفليهما، والتي يطلق عليها اسم اكتئاب ما بعد الولادة، يمكن أن تحدث بشكل تدريجي أو فجائي.
وبينما يقدر أن 10% من الأمهات الجدد يعانين من الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة (PND)، فمن المسلم به الآن أن الرجال أيضا يمكن أن يتعرضوا له، وأحيانا يشار إليه بالاكتئاب الأبوي بعد الولادة (PPND).
ويأتي هذا الاكتشاف بعد أنباء عن تطور مشاكل في الصحة العقلية لرجل يدعى جون كلايتون، بعد ولادة طفله هوغو في عام 2013، حيث عانى من الاكتئاب الأبوي وتوفي بعد ثلاث سنوات عن عمر ناهز 41 عاما.
وتدعو أرملته، فيكي كلايتون، إلى المزيد من الوعي وتفهُّم أن الرجال يمكن أن يعانوا أيضا من هذه الحالة.
ووجدت الأبحاث التي أجرتها المؤسسة الوطنية للولادة (NCT) أن أكثر من واحد من أصل ثلاثة آباء جدد (38%) قلقون بشأن صحتهم العقلية. في حين وجدت دراسة أجريت عام 2014، أن الاكتئاب بين الآباء الجدد يزداد بنسبة 68% خلال السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل.
وبالمثل، كشفت نتائج دراسة جديدة من السويد، أجريت على 447 من الآباء الجدد، أن لدى 28% من الرجال أعراض مفاجئة فوق مستويات الخفيفة من الاكتئاب ولكن أقل من واحد من كل خمسة طلبوا المساعدة.
وقال آبي وود، رئيس الحملات في المؤسسة الوطنية للولادة، لصحيفة إنديبندنت: "من المسلم به الآن بشكل متزايد أن الاكتئاب بعد الولادة وقضايا الصحة العقلية الأخرى في الفترة المحيطة بالولادة يمكن أن يواجهها الرجال والنساء على حد سواء، ولا توجد إجابة واحدة عن سبب تأثر بعض الآباء الجدد بالاكتئاب دون غيرهم".
وأوضح وود أن "الضغوط المتزايدة على الآباء، والتغيرات في العلاقات وأسلوب الحياة، بالإضافة إلى قلة النوم وزيادة أعباء العمل، قد تؤثر جميعها على الصحة العقلية للآباء الجدد، كما هو الحال مع الأمهات".
وفي حين أن كل أب سيختبر الاكتئاب الأبوي بعد الولادة بشكل مختلف، إلا أن الأعراض يمكن أن تكون مشابهة لتلك الموجودة بين الأمهات الجدد ويمكن أن تشمل: الشعور بالتعب الشديد والسبات العميق والشعور بعدم الكفاءة أو عدم القدرة على التأقلم، بالإضافة إلى إيجاد صعوبة في النوم والشعور بالذنب أو عدم القدرة على الارتباط مع الطفل، وأيضا وجود مخاوف وهوس حول صحة أطفالهم أو صحتهم.
المصدر: إنديبندنت
فادية سنداسني