وقام الباحثون في الولايات المتحدة بتحليل البيانات الصحية للنساء اللواتي شاركن في دراسة تتعلق بصحة القلب، منذ أكثر من 30 عاما، وتم رصد أنماط حياتهن وصحتهن طوال تلك الفترة.
ووجد الباحثون أن اللواتي أرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية لمدة ستة أشهر على الأقل، كن أقل عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الثاني بنسبة 47% خلال العقود الثلاثة التالية مقارنة بالأمهات اللواتي لم يقمن بالإرضاع من الثدي.
كما انخفض الخطر بنسبة 25% لدى النساء اللواتي أرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية لمدة تقل عن ستة أشهر.
ويعتقد العلماء أن هناك أسبابا بيولوجية تفسر سبب حماية الرضاعة الطبيعية للنساء من مرض السكري، فمن المعروف، على سبيل المثال، أن تعزيز الهرمونات التي تتحكم في مستويات الإنسولين في الدم وانخفاض نسبة السكر في الدم، يمكن أن تساعد الأمهات الجدد أيضا في فقدان الوزن المكتسب أثناء الحمل.
وتقول الدكتورة إريكا غوندرسون، كبيرة الباحثين في "Kaiser PermanenteDivision" بولاية كاليفورنيا: "وجدنا علاقة قوية جدا بين فترة الرضاعة الطبيعية وانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري حتى بعد الأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل المحتملة الأخرى".
وأضافت: "لقد انخفض معدل الإصابة بالسكري بشكل متدرج مع ازدياد فترة الرضاعة الطبيعية بغض النظر عن العرق وسكري الحمل وسلوكيات نمط الحياة وحجم الجسم وعوامل الخطر الأيضية الأخرى التي تم قياسها قبل الحمل، مما يعني إمكانية وجود آلية بيولوجية".
وتابعت: "لقد وجدت الأبحاث أن الأطفال الرضع الذين يحصلون على رضاعة طبيعية لديهم مشاكل صحية أقل ممن يحرمون من هذه الرضاعة، مثل التهابات الصدر أو تطور مشاكل صحية أخرى مثل مرض السكري أو الإصابة بالسمنة المفرطة مع التقدم في السن".
وقالت الدكتورة تريسي فلاناغان، مديرة صحة المرأة في كايزر بيرماننت: "عرفنا لفترة طويلة أن الرضاعة الطبيعية لها فوائد كثيرة للأمهات والرضع على حد السواء، إلا أن الأدلة السابقة أظهرت آثارا ضعيفة فقط على الأمراض المزمنة لدى النساء، أما الآن، فنحن نرى حماية أقوى بكثير، من خلال هذه الدراسة الجديدة التي تبين أن الأمهات اللواتي يرضعن لشهور بعد الولادة، ينخفض لديهن خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى النصف مع تقدمهن في السن".
مشيرة إلى أن هذه النتائج تعتبر سببا كافيا لدعوة الأطباء والممرضين والمستشفيات إلى دعم النساء وأسرهن من أجل توفير رضاعة طبيعية للأطفال لأطول فترة ممكنة.
المصدر: تلغراف
فادية سنداسني