أعلن ذلك عالم الأحياء الروسي والباحث في مختبر الأدوية الاختبارية في معهد موسكو للتقنيات الفيزيائية أليكسي بيليكوف في مقال نشره في مجلة "Scientific Reports" العلمية.
وقال بيليكوف: "تعتمد طريقتي على الأخذ بالحسبان طابع الصدفة لنشوء الطفرات، ما مكّنني من التنبؤ في عدد تلك الطفرات اللازمة لتطور مرض السرطان".
يعد السرطان اليوم أحد الأسباب الرئيسة لموت الإنسان في البلدان المتطورة، حيث يزداد احتمال تطوره لدى المسنين. ويعزو العلماء هذا الأمر إلى تدهور تركيب أجزاء من الحمض النووي عند حلول الشيخوخة وتراكم الطفرات الخطيرة في الجينوم.
وكان العلماء منذ فترة يحاولون الاستفادة من هذا الأمر للتنبؤ في احتمال إصابة هذا الشخص أو ذاك بمرض السرطان. لكن هذه التنبؤات لا تتحقق في معظم الأحيان أو تتميز بدقة منخفضة.
وقد وجد العالم الروسي حلا لتلك المشكلة بعد أن جمع قاعدة ضخمة من البيانات، دخلت فيها إحصاءات تطور السرطان في مختلف بلدان العالم. وتضمنت قاعدة البيانات 20 مليون حالة للإصابة بمختلف أنواع السرطان.
ولاحظ الباحث أن احتمال الإصابة بمرض السرطان يخضع لما يسمى بقانون "توزيع إرلانغ".
يذكر أن هذا القانون اكتشفه عالم الرياضيات إرلانغ مطلع القرن الماضي، حيث حاول تحديد عدد مشغلي الخطوط الهاتفية اللازم لمعالجة كمية الاتصالات التي يمكن أن يقيمها المستخدمون.
وسمح القانون الذي كشف عنه العالم بتقييم احتمال نشوء حدث واحد أو عدة بالصدفة، مثل نشوء الطفرات في الحمض النووي لدى الإنسان، الأمر الذي يصلح للتنبؤ في احتمال الإصابة بمرض السرطان.
وقال بيليكوف إن تلك النظرية تسمح بالتنبؤ بحدوث طفرات تلعب دورا محوريا في تطور أي نوع من السرطان مع شرط معرفة إحصاءات الإصابة به في سن محددة (مثلا سن الشباب أو الشيخوخة). ويمكن أن يساعد هذا الأسلوب طبيب الأمراض الوراثية في معرفة مصير المريض انطلاقا من تحليل حمضه النووي.
المصدر: نوفوستي
يفغيني دياكونوف