وفي حديث للصحافة قال البروفيسور، فسيفولود بيلو أوسوف، رئيس قسم الأبحاث في معهد أبحاث الكيمياء العضوية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم: "طريقتنا الجديدة قد تفتح آفاقا واسعة لاستخدامها في مجال العلوم والطب، التحفيز النقطي الدقيق للخلايا العصبية يتم دون الحاجة للأدوية أو إجراء عمليات جراحية، وسيساعد في المستقبل على علاج العديد من الأمراض، كمرض باركينسون، وحتى الصرع والاكتئاب.. أول محاولة للتحفيز الانتقائي للخلايا العصبية كانت عام 2005، عندما تمكن علماء أمريكيون من جعل الخلايا العصبية أكثر حساسية للضوء، عن طريق تقنيات الهندسة الوراثية لتغيير البنية الجينية لهذه الخلايا، حيث استطاعوا زرع مستقبلات بروتينية حساسة للضوء في تلك الخلايا".
وأضاف: "علمائنا الروس من معهد شيمياكين لعلوم الكيمياء الحيوية ومعهد اوفتشينكوف للعلوم، وجامعة لومونوسف الحكومية للعلوم، تمكنوا من ابتكار طريقة جديدة لتحفيز تلك الخلايا، فبدلا من تحفيزها ضوئيا، تمكنوا من استخدام مستقبلات بروتينية تدعى TRPA1 قادرة على استشعار الحرارة لتحفيز عمل الخلايا".
ولاختبار فاعلية تلك الطريقة أكد العلماء أنهم قاموا باختبارها على نوع خاص من أسماك الزينة تدعى "Danio rerio"، وخلال التجارب قسمت الأسماك إلى مجموعتين، الأولى احتوت أجسامها على مستقبلاتTRPA1، والثانية خلت أجسامها من تلك البروتينات، وبعد زيادة درجة حرارة أجسام الأسماك بتعريضها لموجات من الأشعة تحت الحمراء؛ لوحظ أن الأسماك من المجموعة الأولى بدأت تبدي ردود أفعال مختلفة نحو التغيرات المحيطة، وبدأت بالسباحة بعيدا عن مصدر الإشعاع، بينما الأسماك من المجموعة الثانية لم تبدي أي استجابات تذكر.
وأوضح العلماء أن أهمية تلك الطريقة من التحفيز العصبي، تعود لقدرة الأشعة تحت الحمراء العالية على اختراق الأنسجة الخلوية، وبالتالي يمكن استخدامها لتحفيز الخلايا في الطبقات العميقة من الدماغ، كما أن مستقبلات TRPA1 الموجودة في أجسام العديد من أسماك الزينة والحيوانات الصغيرة، التي تخشى الضوء الأزرق المستخدم في بحوث التنشيط العصبي الضوئي، ستمكنهم مستقبلا من إجراء بحوث إضافية باستخدام الأشعة تحت الحمراء.
المصدر: تاس
أسعد ضاهر