ووجد الباحثون أن العقار القابل للحقن، والمسمى "ليناكابافير" (lenacapavir) يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وقد يكون بديلا أكثر فعالية للأقراص الوقائية اليومية لأولئك المعرضين لخطر الإصابة بالعدوى بسبب سلوكياتهم أو ظروف معينة.
ويستخدم "ليناكابافير" كإجراء وقائي للذين لم يُصابوا بفيروس نقص المناعة البشرية بعد، لكن لا يمكن اعتماده كعلاج للأشخاص الذين أصيبوا بالفعل بالفيروس.
وأظهرت التجربة التي أجريت بواسطة جامعة إموري ونظام الصحة في غرايدي والممولة من شركة Gilead Sciences Inc، أن "ليناكابافير" يقلل من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بنسبة مذهلة تبلغ 96% عند حقنه مرتين في السنة.
ووصفت الدكتورة كولين كيلي، المؤلف الرئيسي للدراسة، النتائج بأنها "رائعة"، مشيرة إلى الراحة التي يوفرها الدواء القابل للحقن الذي يتطلب فقط أخذه كل ستة أشهر. وهذا مفيد بشكل خاص للأفراد الذين يجدون صعوبة في الالتزام بنظام علاجي يومي.
وفي التجربة، لم يصب 99% من المشاركين الذين تلقوا "ليناكابافير" بفيروس نقص المناعة البشرية. من بين 2179 مشاركا في هذه المجموعة، أصيب شخصان فقط بالفيروس، مقارنة بتسع إصابات بين 1086 مشاركا كانوا يتناولون الدواء الوقائي اليومي "تروفادا".
وقد تجاوزت معدلات الالتزام بالحقن معدلات الالتزام بالأقراص، وهو أمر بالغ الأهمية في الوقاية من انتشار فيروس نقص المناعة البشرية.
وأشارت كيلي، التي تعمل أيضا كمديرة مشاركة لمركز إموري للأبحاث الخاصة بالإيدز، إلى أن العديد من الأشخاص يتوقفون عن تناول الأقراص الوقائية اليومية بعد عام بسبب تحديات متعددة، بما في ذلك الوصول إلى الرعاية الصحية.
وكانت التجربة مميزة من حيث التنوع، حيث ضمت مشاركين من بيرو والبرازيل والأرجنتين والمكسيك وجنوب إفريقيا وتايلاند والولايات المتحدة، ما يعكس الفئات التي تتأثر بشدة بفيروس نقص المناعة البشرية.
وأكدت الدكتورة فاليريا كانتوس، المحققة الرئيسية في مركز غرايدي، على أهمية تضمين الفئات غير الممثلة بشكل كاف في التجارب السريرية ومعالجة سوء الفهم التاريخي تجاه الأبحاث.
وأشار كل من كيلي وكانتوس إلى أن العلاجات القابلة للحقن مثل "ليناكابافير" قد تُحدث تحولا في الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، خاصة لأولئك الذين يعانون من صعوبة في تناول الأقراص اليومية بانتظام.
وتم تقديم تجربة المرحلة الثالثة لـ "ليناكابافير" إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للموافقة عليها، مع أمل في أن يكون العقار متاحا للاستخدام التجاري بحلول عام 2025.
ويشكل هذا التقدم خطوة واعدة في تعزيز أدوات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، ويعطي الأمل في مستقبل يشهد انخفاضا في الإصابات وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية للفئات المهمشة.
المصدر: Interesting Engineering