هل يسبب لولب الرحم سرطان الثدي؟
توصلت دراسة جديدة إلى وجود صلة بين لولب الرحم الهرموني وسرطان الثدي، ما دفع إلى ظهور معلومات مضللة ومخاوف بشأن وسيلة منع الجمل الشائعة.
وفي الأسبوع الماضي، زعمت دراسة نشرتها مجلة JAMA Network أن النساء اللائي يستخدمن لولب الرحم الذي يفرز هرمونا معينا معرضات لخطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي، على الرغم من أن خطر الإصابة بهذا المرض لدى هؤلاء النساء ظل منخفضا بشكل عام.

مركز"غاماليا" الروسي يطور لقاحا ضد مرض السرطان باستخدام الذكاء الاصطناعي
وعلى الرغم من أن نتائج هذه الدراسة تعد مهمة للغاية إلا أن التقارير الإعلامية التي تشير إلى وجود خطر كبير قد تسبب قلقا لا داعي له، خاصة بالنسبة للنساء اللائي يستخدمن هذه الوسيلة الشائعة للغاية لمنع الحمل.
ما هو لولب الرحم؟
هو جهاز يتم وضعه داخل الرحم لمنع الحمل. وتحتوي الإصدارات القديمة منه على النحاس كمكون نشط، أما لولب الرحم "الهرموني" الأحدث فيعتمد على إطلاق هرمون البروجسترون الاصطناعي المسمى الليفونورجيستريل ببطء. وهذا يحاكي هرمون البروجسترون الطبيعي في الجسم.
وكلا النوعين، النحاسي والهرموني، فعالان للغاية في منع الحمل لسنوات عديدة. ويتم استعادة الخصوبة بسهولة عند إزالتهما.
لكن لولب الرحم الهرموني له ميزة إضافية تتمثل في جعل الدورة الشهرية أخف ألما.
وتقوم بعض النساء باستخدامه لهذه الأسباب، حتى لو لم يكن بحاجة إلى وسائل منع الحمل.
وتعاني العديد من النساء من الألم عند إدخال اللولب أو النزيف الخفيف في الأشهر القليلة الأولى من الاستخدام. ولكن بالمقارنة مع وسائل منع الحمل الأخرى، تجد النساء عموما أن اللولب أفضل.

تحديد أصل سرطان المبيض القاتل
ماذا وجدت الدراسة الدنماركية الجديدة؟
استخدمت الدراسة الجديدة بيانات من سجلات الصحة الوطنية في الدنمارك للبحث عن روابط بين استخدام اللولب الهرموني وسرطان الثدي.
وتتبع الباحثون نحو 80 ألف امرأة بدأ استخدامهن للولب الهرموني منذ عقدين من الزمان. وقارن الباحثون بيانات أولئك المشاركات بعدد متساو من النساء اللائي أنجبن في نفس فترة الدراسة، ولم يستخدمن اللولب الهرموني.
ووجدت الدراسة أن النساء اللائي استخدمن لولب الرحم لمدة تتراوح بين 10 و15 عاما كان لديهن أعلى معدلات الإصابة بسرطان الثدي، مع زيادة بنسبة 80% مقارنة بالنساء اللائي لم يستخدمن اللولب لمدة مماثلة.
وقال فريق معهد السرطان الدنماركي إن الخطر كان مماثلا للنساء اللائي استخدمن حبوب منع الحمل.
وقام الباحثون "بتعديل" نتائجهم لمراعاة العديد من الاختلافات بين المجموعتين (بما في ذلك التعليم والعمر وعدد الأطفال وبعض الأدوية الأخرى والحالات الطبية). وبعد هذا "التعديل"، أشارت النتائج إلى أن هناك خطرا أعلى للإصابة بسرطان الثدي بين النساء اللائي استخدمن اللولب الهرموني.
دراسة جديدة تكشف دور الطفرات الجينية في فشل علاجات السرطان
ولكن هناك العديد من عوامل الخطر الأخرى المهمة لسرطان الثدي والتي يبدو أن المؤلفين لم يأخذوها في الاعتبار، مثل وزن الجسم، وتعاطي الكحول، والتدخين، والنشاط البدني. ولذلك قد تكون النتائج غير دقيقة، وبالتالي "لا يمكننا القول إن لولب الرحم يسبب سرطان الثدي، بل فقط أن هناك ارتباطا".
ماذا تقول الأبحاث الأخرى؟
هناك دراسات أخرى حول هذا الموضوع، بما في ذلك دراسة حديثة أكبر كثيرا من الدراسة الدنماركية، والتي أجراها باحثون من السويد، تستند إلى بيانات من أكثر من نصف مليون مستخدمة للولب الهرموني.
وقد أشارت هذه الدراسة إلى زيادة نسبية في المخاطر في سرطان الثدي بنسبة 13% فقط، وهي نسبة أصغر كثيرا من زيادات المخاطر في الدراسة الدنمركية. وهذا يعني زيادة قدرها 1.46 حالة إصابة بسرطان الثدي لكل 10 آلاف امرأة سنويا.
ويتفق هذا مع مراجعة كبيرة حديثة للدراسات حول هذا الموضوع والتي وجدت أيضا مخاطر أقل بكثير من الورقة البحثية الدنمركية الجديدة.
كما نظرت الدراسة السويدية في أنواع أخرى من السرطان. وأشارت النتائج إلى انخفاض خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم والمبيض وبطانة الرحم. وهذه الصورة المختلطة لبعض مخاطر الإصابة بالسرطان وبعض الحماية من السرطان تظهر أيضا في حبوب منع الحمل التقليدية.
أعراض لسرطان الثدي لا ينبغي تجاهلها
وأشار عدد من الخبراء الصحيين إلى أن الارتباط بين اللولب الهرموني وسرطان الثدي ضئيل للغاية، وقد يكون "وهما إحصائيا وليس أمرا حقيقيا".
ويقول الخبراء إن فوائد اللولب تفوق المخاطر بكثير. بالتالي فإن البيانات الجديدة لا ينبغي أن تغير الطريقة التي تفكر بها النساء في خيارات منع الحمل المتاحة لهن، خاصة وأن هذا الخطر أقل بكثير من العديد من المخاطر اليومية الأخرى التي تتعرض لها النساء بشكل متكرر والتي تؤثر على خطر الإصابة بسرطان الثدي.
المصدر: ميديكال إكسبريس
إقرأ المزيد
دراسة تكشف خطر الاستخدام الطويل لحبوب منع الحمل
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من وكالة الأدوية الفرنسية أن الاستخدام الطويل لبعض أدوية منع الحمل يزيد خطر الإصابة بأحد أنواع أورام الدماغ.
دراسة تكشف عن أسباب نفسية لآلام الدورة الشهرية الشديدة
كشفت دراسة حديثة عن وجود علاقة محتملة بين آلام الدورة الشهرية وبعض العوامل النفسية التي قد تؤثر على الصحة الجسدية للنساء.
"حل بسيط" لتخفيف أعراض الاكتئاب لدى الأمهات الجدد
تشير دراسة جديدة إلى أن النشاط البدني المعتدل قد يكون أكثر تأثيرا مما كنا نتخيل في محاربة أحد أشكال الكآبة النفسية عند الأمهات الجدد.
جهاز محمول "منخفض التكلفة" يكتشف السرطان خلال ساعة واحدة
نجح فريق من الباحثين في جامعة تكساس، إل باسو، في تطوير جهاز محمول يمكنه الكشف عن سرطان القولون والمستقيم وسرطان البروستات بسرعة وكفاءة أكبر مقارنة بالطرق التقليدية.
العلماء يستكشفون آليات جديدة لمكافحة ورم دماغي عدواني
يعتبر الورم الأرومي الدبقي من أكثر أنواع أورام الدماغ شيوعا وعدوانية، حيث يبلغ متوسط مدة البقاء على قيد الحياة حوالي 15 شهرا، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض الأمريكية.
"أكبر مكسب في البقاء على قيد الحياة".. نظام علاجي جديد يخفض خطر الوفاة بسرطان عنق الرحم
أشاد الأطباء بنظام علاجي جديد لسرطان عنق الرحم يقلل من خطر الوفاة بنسبة 40%، في "أكبر تقدم" ضد هذا المرض في 25 عاما.
مادة في الأطعمة قد تؤخر تطور السرطان
أعلنت مجلة "العلم في سيبيريا" أن العلماء الروس اكتشفوا تأثير مادة موجودة في بعض الأطعمة في تأخير تطور الأورام السرطانية.
التعليقات