ووجد الباحثون أنه عندما يتم تعزيز جهاز المناعة لدى الأم استجابة لعدوى فيروسية، يمكن أن يعيق ذلك نمو دماغ الجنين.
وقام الباحثون بمحاكاة عدوى فيروسية في الفئران وتتبعوا رد فعل الجنين تجاه كيفية استجابة جهاز المناعة لدى الأم لفيروس البرد أو الإنفلونزا، والمعروف باسم تنشيط المناعة الأمومية (MIA).
ويتم تنشيط المناعة الأمومية عندما يعمل جهاز المناعة بأقصى سرعة، ما يزيد من مستويات السيتوكينات والكيموكينات التي يمكن أن تعبر المشيمة وحاجز الدم في دماغ الطفل.
وتقاوم الكيموكينات الإنفلونزا عن طريق تحريك خلايا مناعية أخرى، مثل السيتوكينات، إلى موقع العدوى.
والسيتوكينات هي خلايا مناعية صغيرة تقاوم مسببات الأمراض الضارة عن طريق استدعاء خلايا مناعية أخرى، ما يخلق أعراضا مثل الحمى وسيلان الأنف وآلام الجسم.
ونظرا لأن دماغ الجنين حساس للغاية للإشارات البيئية في الرحم، فإن هذا التفاعل يمكن أن يسبب مجموعة واسعة من المشكلات السلوكية بما في ذلك الإعاقات الاجتماعية مثل اضطراب طيف التوحد.
والتوحد هو اضطراب في النمو يؤثر على كيفية تعلم الناس وتصرفهم وتواصلهم وتفاعلهم مع الآخرين. ولا يوجد سبب واحد معروف للتوحد، ولكن يُعتقد أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورا في ذلك.
ولطالما درس الخبراء تنشيط المناعة الأمومية، وفكرة أن الالتهاب الناجم عن العدوى أثناء الحمل يمكن أن يؤثر على دماغ الجنين النامي، ما يزيد من خطر الإصابة بالتوحد.
ويقول مختبر كولد سبرينغ هاربور إن هذا العمل، بقيادة إيرين سانشيز مارتن، باحثة ما بعد الدكتوراه في المختبر، يمثل النظرة الأولى على تأثيرات الالتهاب قبل الولادة على الجنين في نموذج التوحد.
وأفادت سانشيز مارتن أنه في تجاربها، بدت جميع أجنة الفئران الإناث محمية من العجز التنموي بينما تأثر ما يصل إلى ثلث الأجنة الذكور بشدة.
ويتوافق هذا مع حقيقة أن مرض التوحد أكثر انتشارا لدى الأولاد منه لدى الفتيات، وفقا لفريق من مختبر كولد سبرينغ هاربور (CSHL) في نيويورك.
وقالت سانشيز مارتن إن تجاربها الأخيرة على الفئران أظهرت أنه عندما تصاب الأم بفيروس، يتباطأ نمو دماغ الجنين. موضحة: "الفرق في عملي هو أنني أتحقق مما حدث للجنين بعد 24 ساعة من التعرض للالتهاب الأمومي، بدلا من تحليل سلوكيات النسل كبالغين".
وتم تقديم بحث سانشيز مارتن هذا الأسبوع في مؤتمر جمعية علوم الأعصاب في شيكاغو. وتأمل أن يساعد عملها في النهاية في تحديد علامات التحذير المبكرة من التوحد، حتى قبل الولادة.
وتأتي دراستها بعد أن أفاد باحثون من جامعة ميشيغان ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الأطفال الذين يولدون بفيروس تضخم الخلايا الخلقي، وهو عدوى فيروسية شائعة، هم أكثر عرضة بنحو 2.5 مرة لتشخيص التوحد.
المصدر: نيويورك بوست