وعلى الرغم من أن مجموعة متزايدة من الدراسات والأبحاث قد تناولت موضوع الانتحار، إلا أن فهمه وتحديد مختلف العوامل المؤدية له ما يزال أمرا معقدا.
وتختلف عوامل الخطر للتفكير في الانتحار، ويمكن أن تشمل التاريخ العائلي للانتحار أو محاولة الانتحار، والاضطرابات العقلية، والأمراض الجسدية المزمنة، والعوامل الاجتماعية والديموغرافية.
وتشمل عوامل الخطر الإضافية اضطرابات النوم، وانخفاض الحركة، وتدهور نوعية الحياة.
وتعد الإعاقات الحسية، وخاصة الإعاقة البصرية، من عوامل الخطر المحتملة أيضا، حيث تقول ورقة بحثية ناتجة عن مراجعة منهجية وتحليل تلوي (تحليل إحصائي)، نشرت على الإنترنت في 18 أبريل في مجلة JAMA Network Open، إن ضعف البصر يرتبط بزيادة خطر الانتحار.
وقام الدكتور تشونغ يونغ كيم، من مستشفى جامعة سيئول الوطنية في كوريا الجنوبية، وزملاؤه بفحص العلاقة بين ضعف البصر والجوانب المختلفة للانتحار.
واعتمدت النتيجة الأولية على قياس نسبة الأرجحية للسلوك الانتحاري. وتمت مراجعة البيانات من 31 دراسة سكانية شملت 5692769 فردا، 52% منهم من النساء، وبمتوسط عمر يبلغ 48 عاما.
ووجد الباحثون أن ضعف البصر ارتبط بزيادة خطر الانتحار، بما في ذلك التفكير في الانتحار، والسلوك الانتحاري، والموت الانتحاري. وكان هذا الخطر المرتفع واضحا بشكل خاص بين المراهقين الذين يعانون من ضعف البصر.
وكتب الباحثون: "تؤكد هذه النتيجة أهمية صحة العين للصحة العقلية العامة. ومن المستحسن أن يظل الأطباء منتبهين للمخاطر المرتفعة وأن يكونوا مستعدين لتنفيذ تدابير مناسبة لمنع الانتحار عند الحاجة، خاصة عند التعامل مع المراهقين".
وتسلط هذه المراجعة العلمية الضوء على أن أولئك الذين يعانون من مشاكل كبيرة في الرؤية يبلغون عن مستوى مقلق من انخفاض نوعية الحياة، وانخفاض النشاط البدني، والعزلة الاجتماعية، والافتقار إلى الاستقلالية، والمشاكل المالية، وارتفاع مستويات الاكتئاب، وجميعها عوامل قد تساهم في تعزيز التفكير في الانتحار.
وأكد كيم وزملاؤه أن العدد المحدود من الدراسات التي تتناول المراهقين الذين يعانون من ضعف البصر ومخاطر الانتحار يشير إلى أهمية تركيز أبحاث إضافية على هذه الفئة من السكان.
وكتبوا في الورقة البحثية: "نظرا لأن مسببات السلوك الانتحاري معقدة، ولأن عوامل الخطر المتنوعة ترتبط بسياقات فردية وثقافية مختلفة، هناك ما يبرر إجراء مزيد من البحث لتحديد العوامل التي قد تعدل خطر الانتحار لدى المرضى الذين يعانون من ضعف البصر".
المصدر: ميديكال إكسبريس