واكتشف علماء من البرازيل أن جلسات الوخز بالإبر مرتين أسبوعيا لمدة 15 دقيقة فقط على مدار ستة أسابيع يمكن أن تحسن معدلات التعافي بنسبة 60% تقريبا، على غرار الدراسات التي تركز على العلاجات باستخدام الأدوية.
ويعد الاكتئاب أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة في جميع أنحاء العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، التي تقدر أن هذا الاضطراب يصيب 5% من البالغين حول العالم.
وفي البرازيل، يصل هذا الرقم إلى 15.5%، وهو من أعلى المعدلات في العالم.
ومع ذلك، فإن العديد من المصابين بالاكتئاب في أمريكا الجنوبية وفي جميع أنحاء العالم لا يتلقون العلاج المناسب، غالبا بسبب تكلفة مضادات الاكتئاب أو آثارها الجانبية، والتي تشمل مشاكل في المعدة وانخفاض الدافع الجنسي.
ووفقا للروايات، فقد ثبت أن الوخز بالإبر في الأذن يعالج الاكتئاب بشكل فعال، لكن سلامته وفعاليته لم تثبت بعد بالتجارب العلمية.
وللتحقق من ذلك، أجرى باحثون من جامعة ساو باولو (USP) وجامعة جنوب سانتا كاتارينا (UNISUL) دراسة شملت 74 مريضا يعانون من الاكتئاب المعتدل أو الشديد. وكان معظمهم، 84%، من النساء، بمتوسط عمر يبلغ 29 عاما.
وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين من 37 شخصا. وتلقى كل منهم 12 جلسة من الوخز بالإبر في آذانهم على مدى ستة أسابيع.
وتم إعطاء مجموعة واحدة الوخز بالإبر في الأذن (SA)، المستخدم خصيصا في الطب الصيني لعلاج الاكتئاب، حيث تم تحفيز ست نقاط على الأذن الخارجية تتوافق مع نقطة تسمى shenmen، والقشرة الدماغية، والقلب، والرئة، والكبد، والكلى.
وتلقت المجموعة الأخرى علاجا غير محدد (NSA) باستخدام نقاط غير مرتبطة بأعراض المرض العقلي، الصيوان (لجزء المنحني والظاهر من الأذن خارج الرأس)، والخد، والوجه، وأربع نقاط على حتار الأذن (حافة الأذن الظاهرة ).
وتم تقييم المشاركين في أربعة أسابيع وستة أسابيع وثلاثة أشهر.
ووجدت النتائج أن 58% من أولئك الذين تلقوا لوخز بالإبر في الأذن قد تحسنوا بنسبة 50% على الأقل، مقابل 43% في مجموعة العلاجات الغير محددة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن أولئك الذين يتلقون الوخز بالإبر في الأذن كانوا أكثر عرضة للشفاء أو الهدأة بعد ثلاثة أشهر.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور دانييل موريسيو دي أوليفيرا رودريغيز، من جامعة جنوب سانتا كاتارينا: "أظهرت نتائجنا تعافي ما يقرب من 60% من الاكتئاب بفضل الوخز بالإبر في الأذن. ووفقا لدراسات أخرى منشورة حول هذا الموضوع، فإن هذا يشبه معدل الشفاء من العلاج بالأدوية".
وعلاوة على ذلك، أبلغ 46% من هؤلاء المشاركين عن توقف الأعراض، على عكس 13% من مجموعة العلاجات الغير محددة. وعلى سبيل المقارنة، تبلغ النسبة نحو 35% لدى المرضى الذين يعالجون بالأدوية.
وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة عدم وجود آثار جانبية، حيث أبلغ معظم المشاركين عن ألم خفيف فقط في موقع الإبرة.
وقال البروفيسور رودريغز: "هذا يدل على سلامة التدخل لأكثر من ستة أسابيع".
ومع ذلك، أشار الفريق إلى أن هناك حاجة لدراسات أطول مع عدد أكبر من المشاركين للتحقيق بشكل كامل في فعالية العلاج، إلا أنهم واثقون من أن النتائج ستؤكد ما توصلوا إليه، وتقدم علاجا جديدا للاكتئاب.
نشرت الدراسة في مجلة JAMA Network Open.
المصدر: مترو