وأجروا أول تجربة من نوعها على الفئران، تبحث في كيفية تأثير القنب على النشاط في الوقت الحقيقي لمناطق الدماغ التي تتحكم في الشهية.
وتدعم النتائج وفرة من الحكايات والدراسات الصارمة على البشر، والتي تشير جميعها إلى أن تدخين أو تناول الحشيش يمكن أن يؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناول الطعام، ويجعلك تتوجه إلى مخزن المؤن أو الثلاجة في أي وقت من الأوقات.
ومع ذلك، في حين أن الحشيش الترفيهي يستخدم بشكل شائع لمعالجة مشاكل الشهية، مثل تلك الناجمة عن اضطرابات الأكل أو العلاج الكيميائي، فإن العلماء لا يعرفون إلا القليل عن الآليات الكامنة وراء هذا التأثير.
وفي السنوات الأخيرة، أشارت العديد من الدراسات إلى منطقة ما تحت المهاد كمجال اهتمام. ويقع هذا الجزء من الدماغ عميقا داخل العضو ويعمل كنوع من "مركز تنسيق التحكم" للجسم، ما يحافظ على توازن الهرمونات والجهاز العصبي.
وفي الجزء السفلي من منطقة ما تحت المهاد، قبل أن يتصل بغدة بحجم حبة البازلاء مسؤولة عن إنتاج الهرمونات (بما في ذلك تلك المرتبطة بالجوع)، توجد مجموعة من الخلايا العصبية تسمى النواة المقوسة، أو ARC. ويعتقد أن هذا الجزء من منطقة ما تحت المهاد ينظم سلوك التغذية والتمثيل الغذائي.
وفي السابق، استخدم الباحثون القوارض لإظهار أن التعرض للقنب يؤثر على التعبير الجيني في منطقة ARC.
والآن، قاموا بتقريب الصورة إلى أبعد من ذلك وشاهدوا نشاط مجموعة صغيرة من الخلايا العصبية في ARC التي تحتوي على مستقبلات القنب.
ومن المؤكد أنه عندما تعرضت الفئران للقنب المتبخر، تم تثبيط هذه الخلايا العصبية، التي تسمى الخلايا العصبية AgRP.
ويوضح عالم الأعصاب جون ديفيس: "عندما يتم إعطاء الحشيش للفئران، تنشط الخلايا العصبية التي عادة ما تكون غير نشطة. هناك شيء مهم يحدث في منطقة ما تحت المهاد بعد تدخين الحشيش".
وعلى وجه التحديد، وجد ديفيس وزملاؤه أن التعرض للقنب ينشط مستقبلات القنب من النوع الأول على الخلايا العصبية AgRP، وهذه المستقبلات تمنع الخلايا العصبية من تلقي رسائل "توقف" من الخلايا العصبية الأخرى.
وفي هذا الوضع، تم ربط الخلايا العصبية AgRP بزيادة التغذية بين فئران المختبر.
ولكن عندما قام العلماء بتثبيط هذه المجموعة من الخلايا العصبية، لم يعد التعرض للقنب يحفز جوع الحيوانات.
وتشير النتائج إلى أن هذه المجموعة الفرعية من الخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد تلعب دورا مهما في تناول "الوجبات الخفيفة".
نشرت الدراسة في التقارير العلمية.
المصدر: ساينس ألرت