كما وجدت النتائج أيضا أن الخطر المتزايد للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية يشمل أولئك الذين لا يعانون من حساسية غذائية واضحة.
وذكر الباحثون أن هذا الخطر المتزايد يمكن أن يساوي أو يتجاوز المخاطر التي يشكلها التدخين، وكذلك مرض السكري والتهاب المفاصل الروماتويدي.
وتصف الورقة البحثية التي نشرتها مجلة The Journal of Allergy and Clinical Immunology الدراسات التي قادتها كورين كيت، دكتوراه في الطب، وأستاذة حساسية الأطفال وعلم المناعة في قسم طب الأطفال بجامعة نورث كارولاينا في دراستين طوليتين.
وأظهرت النتائج أن الذين أنتجوا الأجسام المضادة IgE استجابة لحليب البقر وغيره من الأطعمة كانوا أكثر عرضة لخطر الوفاة المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وكان هذا صحيحا حتى عندما تم أخذ عوامل الخطر التقليدية لأمراض القلب، مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم والسكري، في الاعتبار.
كما كان الرابط الأقوى هو حليب البقر، لكن الأجسام المضادة IgE لمسببات الحساسية الأخرى، مثل الفول السوداني والروبيان، كانت مهمة أيضا بين أولئك الذين تناولوا هذه الأطعمة.
وأفاد الباحثون أن هذه النتيجة المثيرة للقلق تمثل المرة الأولى التي يتم فيها ربط الأجسام المضادة IgE الموجودة في الأطعمة الشائعة بزيادة خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ولا تثبت النتائج بشكل قاطع أن الأجسام المضادة الغذائية تسبب زيادة المخاطر، ولكن العمل يعتمد على الدراسات السابقة التي تربط التهاب الحساسية وأمراض القلب.
ووجدت الدراسة أن أقوى صلة بالوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية وجدت لدى الأشخاص الذين كانت لديهم الأجسام المضادة، لكنهم استمروا في تناول الطعام بانتظام، ما يشير إلى أن حساسيتهم لم تكن شديدة.
واستخدم الباحثون طريقتين لفحص العلاقة بين حساسية IgE للأطعمة ووفيات القلب والأوعية الدموية. واعتمدوا بيانات من 4414 شخصا بالغا شاركوا في المسح الوطني للصحة والفحص (NHANES) و960 مشاركا في موقع "ويك فورست" لمجموعة الدراسة المتعددة الأعراق لتصلب الشرايين (MESA).
وتم تسجيل المشاركين في برنامج MESA في الفترة من 2000 إلى 2002 وخضعوا للمتابعة لمدة تصل إلى 19 عاما.
وتم تسجيل المشاركين في NHANES من عام 2005 إلى عام 2006 وتم تتبع البيانات المتعلقة بالوفيات حتى 14 عاما.
وفي دراسة NHANES، تم تسجيل 229 حالة وفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وتم الإبلاغ عن 960 حالة وفاة في دراسة MESA.
وكان تحسس الحليب مرتبطا بشكل خاص بأمراض القلب في كل من NHANES وMESA. واكتشف الباحثون أيضا أن التحسس الغذائي تجاه الروبيان والفول السوداني كانا من عوامل الخطر الإضافية للإصابة بأمراض القلب.
وفي حين أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ربط الأجسام المضادة للحساسية تجاه الأطعمة الشائعة بوفيات القلب والأوعية الدموية، فقد تم تحديد حالات الحساسية الأخرى، مثل الربو والطفح الجلدي المثير للحكة المعروف باسم الأكزيما أو التهاب الجلد التأتبي، في السابق على أنها عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويرجح الباحثون بأن الأجسام المضادة المسببة للحساسية تجاه الطعام قد تؤثر على القلب من خلال تنشيط خلايا متخصصة تسمى الخلايا البدينة. ومن المعروف أن الخلايا البدينة الموجودة في الجلد والأمعاء تساهم في حدوث تفاعلات حساسية كلاسيكية، ولكنها توجد أيضا في الأوعية الدموية القلبية وأنسجة القلب.
ويعتقد الباحثون أن التنشيط المستمر للخلايا البدينة يمكن أن يؤدي إلى الالتهاب، ما يساهم في تراكم اللويحات الضارة التي يمكن أن تسبب نوبات قلبية أو أضرارا أخرى في القلب.
ويدعو الباحثون إلى إجراء مزيد من الدراسات لاستكشاف المزيد حول أهمية التوعية الغذائية والنظام الغذائي في تطور أمراض القلب والأوعية الدموية.
المصدر: ميديكال إكسبريس