ويبدو أن بحثا جديدا يحدد سببا واحدا على الأقل لهذه القدرة، يتمثل في نسخة قوية بشكل غير طبيعي من خلية دم بيضاء تكافح العدوى تسمى خلية CD8 + T.
وتعد خلايا CD8 + T نوعا من الخلايا التائية، وهي ميزة طبيعية في الجهاز المناعي للجميع. وعادة ما تتجمع الخلايا التائية في العقد الليمفاوية لمريض مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. ولكن من بين "المتحكمين العفويين"، أولئك الذين لديهم قدرة نادرة على تحطيم فيروس نقص المناعة البشرية تلقائيا ومنعه من إثارة المرض، وجد الباحثون أن خلايا CD8 + T تبدو أكثر مهارة بشكل ملحوظ في التعرف على فيروس نقص المناعة البشرية ووقفه.
وأشار مؤلف الدراسة الدكتور بروس ووكر، مدير معهد راغون في مستشفى ماساتشوستس العام (MGH)، وهو مركز أبحاث جهاز المناعة يضم علماء من جامعة هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، ومقره مدينة كامبريدج في ولاية ماساتشوستس في الوولايات المتحدة،، إلى أن "نحو واحد من كل 300 شخص قادر على السيطرة على فيروس نقص المناعة البشرية دون الحاجة إلى الأدوية".
ويوضح ووكر، وهو أيضا محقق في معهد هوارد هيوز الطبي وأستاذ الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد: "يبدو أن استجابة الخلايا التائية CD8 + T هي التي تحقق هذا التحكم".
وللحصول على نظرة ثاقبة، قام فريق الدراسة بتحليل عينات الدم والخلايا التائية من سبعة مرضى أصحاء غير مصابين بالفيروس المسبب للإيدز. 19 مشارك يتمتعون بتحكم تلقائي، و17 من مرضى فيروس نقص المناعة البشرية النموذجيين الذين تم التحكم في حملهم الفيروسي باستخدام العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ART).
وغيّر العلاج المضاد للفيروسات القهقرية بشكل كبير مشهد فيروس نقص المناعة البشرية، وقمع النشاط الفيروسي ومنح المرضى فرصة في متوسط العمر المتوقع تقريبا. ومع ذلك، هذا لا يخلو من الآثار الجانبية.
وقال ووكر إن التحليل كشف أنه في أولئك الذين يملكون قدرة التحكم التلقائية، فإن خلايا CD8 + T "وفيرة وذات كفاءة عالية".
وأضاف أن الخلايا "أقل عددا وأقل فاعلية" في مرضى الإيدز الذين يخضعون للعلاج المضاد للفيروسات القهقرية.
وخلص إلى أن هذه الخلايا التائية بالنسبة للمتحكمين التلقائيين "تحافظ على فيروس نقص المناعة البشرية وتمنعه من إلحاق الضرر".
واستشرافا للمستقبل، قال ووكر إن العلماء يرغبون بطريقة ما في تسخير القوة الخاصة المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية التي تمارسها هذه الخلايا التائية من أجل "تحفيز نوع المناعة التي نراها في أجهزة التحكم التلقائية في الأشخاص المصابين بمرض تقدمي".
لكن هذا هدف بعيد المنال، كما حذر الدكتور مايكل هوربيرغ، مدير فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز والأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي في Kaiser Permanente ومعهد إدارة الرعاية في روكفيل، ماريلاند، والذي لم يشارك في الدراسة.
وأشار ووكر إلى أن هذه النتائج الجديدة تتطلب القيام بالمزيد من الأبحاث وتوسيع نطاق تطبيقاتها لتشمل الأمراض المعدية / الأوبئة الأخرى الموجودة والمستقبلية.
نُشرت الدراسة في عدد 19 مايو من مجلة Science Immunology.
المصدر: ميديكال إكسبريس