ووفقا لتقرير عن الحالة، نُشر في وقت سابق من هذا العام في مجلة Infection and Drug Resistance، كان المريض البالغ من العمر 77 عاما يتناول أدوية مضادة للفيروسات ولتسكين الآلام من عدوى الهربس النطاقي منذ أسبوع قبل التقدم إلى قسم الطوارئ - والهربس النطاقي، سببه فيروس الحماق النطاقي، وهو نفس العامل الممرض الذي يسبب جدري الماء.
بعد الإصابة بالجدري المائي، يصبح الفيروس كامنا ويختفي في أعصاب معينة. ويمكن أن يتنشط الفيروس لاحقا فيسبب الهربس النطاقي الذي يسبب طفحا جلديا مؤلما من البثور المليئة بالسوائل.
في الأيام الأربعة التي سبقت دخوله المستشفى، واجه المريض صعوبة في إفراغ مثانته. ووجد الأطباء في المستشفى أن بطنه "منتفخة"، لا سيما في المنطقة الواقعة أسفل معدته. وبالإضافة إلى ذلك، كان معدل ضربات قلبه وضغط دمه ومعدل تنفسه مرتفعا بشكل غير طبيعي.
وقد كشف التصوير المقطعي المحوسب (CT) لبطن الرجل عن وجود كمية كبيرة من السوائل في بطنه وحوضه، بالإضافة إلى وجود "خرق مشتبه به في المثانة". وتم نقل الرجل إلى وحدة العناية المركزة، حيث تم وضع قسطرة؛ لمدة ثلاث ساعات، فتدفق البول الدموي بشكل مستمر من المثانة. وبعد تصفية البول، أمكن الأطباءَ فحصُ مثانة الرجل بحثا عن علامات التمزق فوجدوا تمزقا في هذا العضو يبلغ حوالي 0.8 بوصة (2 سم).
فأجرى الفريق عملية جراحية لإصلاح مثانة الرجل، وبعد ذلك، تعافى خلال بقائه في المستشفى لعدة أسابيع لإكمال علاج الهربس النطاقي. وذكر الفريق أن "المريض استعاد وظيفة المثانة بالكامل بعد خضوعه لعملية جراحية لإصلاح المثانة والعلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات".
وفي حالات نادرة، يمكن أن تسبب العدوى احتباس البول، حيث لا تفرغ المثانة بدرجة كافية أو لا تفرغ على الإطلاق عند التبول. واستبعد الفريق الطبي الأسباب المحتملة الأخرى لاحتباس البول، مثل انسداد المسالك البولية أو استخدام الأدوية التي يمكن أن تعطل وظيفة المثانة.
ووفقا لتقرير نُشر في أرشيفات الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل، فإن هذا التعقيد غير شائع نسبيا؛ ففي المركز الطبي الذي تمت دراسته فيه، حدث في 4٪ فقط من مرضى الهربس النطاقي. ومع ذلك، كان المعدل في أولئك الذين تطور لديهم الهربس النطاقي حول أسفل العمود الفقري، أعلى بكثير - حوالي 28٪. وتبعا للمريض، يبدو أن المضاعفات تنشأ من التهاب إما المثانة أو الأعصاب التي تتصل بالمثانة أو الأعصاب القريبة من الحبل الشوكي.
ويؤدي الالتهاب في النهاية إلى تعطيل الإشارات التي تخبر عضلات جدار المثانة بضرورة الانقباض.
هذه الانقباضات العضلية هي رد فعل لا إرادي، وعندما يحدث خلل في الانعكاس، ينتهي الأمر بالمثانة إلى الاحتفاظ بالبول بدلا من إزالته من الجسم. ومع ذلك، حسب معرفة معدي تقرير الحالة، فإن تقريرهم هو أول تقرير عن تمزق المثانة لدى شخص ما بسبب احتباس البول المرتبط بالهربس النطاقي.
وكتب الأطباء: "لا يمكن تجاهل خطر الإصابة بخلل في الجهاز البولي المرتبط بالهربس النطاقي. والمطلوب تدخل عاجل لمنع الاحتباس البولي الحاد الناجم عن عدوى الهربس النطاقي في منطقة العجز".
وأضاف المعدون أنه في حالة الرجل، ربما يكون تاريخ مرض السكري من النوع 2 قد ساهم أيضا في ظهور أعراضه. وكتبوا أن مرض السكري يمكن أن يسبب تلفاً في الأعصاب، ويمكن للمصابين بهذه الحالة أن يفقدوا بعض القدرة على الإحساس عندما تكون مثاناتهم ممتلئة وعند تفريغ العضو تماما.
المصدر: لايف ساينس