وقد نظر الباحثون في نيوزيلندا في بيانات من 1000 مشارك من لما كانوا أطفالا إلى أن أصبح عمرهم أكثر من 45 عاما، بين عامي 1972 و1973، في ما يُعتقد أنه أول دراسة لفترة طويلة في العالم، حول استخدام التلفزيون والإدمان.
وتم استطلاع الرأي كل سنتين إلى ست سنوات حول استخدامهم للتلفزيون، وما إذا كانوا يلعبون بالألعاب الإلكترونية، وما هي الأدوية التي يتناولونها.
وأظهرت النتائج أن أولئك الذين شاهدوا التلفاز لأكثر من ساعتين في ليالي الأسبوع من سن 5 إلى 15 عاما، كانوا أكثر عرضة بنسبة 29% لمشكلة المقامرة في مرحلة البلوغ من أولئك الذين قضوا وقتا أقل في مشاهدة الشاشات.
كما كانوا أكثر عرضة بنسبة 20% لإدمان منتجات التبغ وللإصابة باضطراب تعاطي الكحول أو القنب مقارنة بأولئك الذين يقضون وقتا أقل أمام الشاشات.
وقد تسبب النتائج القلق، بالنظر إلى دراسة منفصلة كشفت في وقت سابق من هذا الشهر وجدت أن الأطفال الأمريكيين يقضون الآن نحو أربع ساعات في التحديق في الشاشات يوميا.
واقترح الباحثون أن التحديق اللامتناهي في التلفزيون قد يشير إلى إدمان لدى الأطفال، ويجعل من السهل عليهم الانزلاق إلى نوع آخر من الإدمان.
وبشكل عام، شاهد 62% من المشاركين أكثر من الساعتين الموصى بهما في اليوم وكان الأولاد أكثر عرضة للقيام بذلك من الفتيات.
وفي مرحلة البلوغ، تم تشخيص 372 من بين 1000 مشارك (37%) باضطراب تعاطي الكحول.
وعثر على 36% من المشاركين لديهم اضطراب تعاطي التبغ، في حين أن 18% منهم يعانون من اضطراب تعاطي القنب.
وتم تشخيص المشاركين بالإدمان من خلال الدراسات الاستقصائية التي تساءلت عما إذا كانوا يكافحون للسيطرة على استخدامهم، أو لديهم اعتماد جسدي، أو يواجهون مشاكل اجتماعية أو لديهم مخاطر استخدام المادة المعنية.
ووجد الفريق أيضا أن 18% من المشاركين تم تشخيصهم بإدمان القمار.
وتم تحليل النتائج على أساس الجنس، ومشاهدة التلفزيون والحالة الاجتماعية والاقتصادية. وقال الباحثون إن مشاهدة التلفزيون عادة ما ترتبط بدوافع غير إشكالية مثل الاستمتاع والاسترخاء.
لكنهم حذروا من أن هذه الدوافع نفسها مرتبطة أيضا بالإدمان على أنشطة أخرى - مثل المقامرة أو الكحول.
وقالت الدكتورة هيلينا ماكنالي، خبيرة الطب الوقائي في جامعة أوتاغو التي قادت الدراسة: "تشير هذه الدراسة إلى أن مشاهدة التلفزيون، بالنسبة لبعض الأشخاص، قد تكون تعبيرا مبكرا عن اضطراب إدمان أو قد تؤدي لاحقا إلى اضطراب تعاطي المخدرات واضطرابات الادمان الأخرى".
وكانت النتائج قائمة على الملاحظة، ما يعني أن العلماء لم يتمكنوا من إثبات أن التلفزيون يؤدي إلى مخاطر السلوكيات هذه في وقت لاحق من الحياة.
ولا يمكنهم بالتأكيد استبعاد عوامل أخرى مثل الوراثة أو التأثير الأبوي أو غياب الدعم الاجتماعي.
وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم مشاهدة الأطفال التلفزيون لأكثر من ساعتين كل ليلة.
وترتبط زيادة وقت التحديق في الشاشات أيضا بارتفاع احتمال الإصابة بالسمنة في سن مبكرة، ما يزيد من مخاطر مجموعة كاملة من الحالات الصحية في وقت لاحق من العمر.
وقد نُشرت الدراسة في مجلة Mental Health and Addiction.
المصدر: ديلي ميل