شعر المشاركون الذين اتبعوا هذه النصيحة لمدة أسبوعين بأنهم أكثر سعادة ورضا وأقل توترا بسبب جائحة COVID-19 وأقل اكتئابا من المجموعة الضابطة، واستمرت هذه الآثار حتى بعد ستة أشهر من انتهاء الدراسة
سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي
تقول الدكتورة جوليا برايلوفسكايا: "في أوقات الإغلاق وقيود الاتصال بسبب جائحة COVID-19 ، ضمنت قنوات التواصل الاجتماعي مثل Instagram و TikTok و Facebook و Twitter و WhatsApp أننا ما زلنا نشعر بالارتباط بأشخاص آخرين. لقد صرفوا انتباهنا عن التوتر الناجم عن الوباء، والذي تسبب في شعور الكثير من الناس بالقلق وانعدام الأمن واليأس".
وتضيف: "لكن استهلاك وسائل التواصل الاجتماعي له أيضا عيوبه، ويمكن أن يؤدي الاستخدام المكثف إلى سلوك إدماني يتجلى، على سبيل المثال، في ارتباط عاطفي وثيق بوسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأخبار المزيفة ونظريات المؤامرة أن تنتشر بشكل لا يمكن السيطرة عليه على القنوات الاجتماعية وتثير المزيد من القلق".
تشرح جوليا برايلوفسكايا: "نظرا لأننا لا نعرف على وجه اليقين إلى أي مدى ستستمر أزمة فيروس كورونا، أردنا معرفة كيفية حماية الصحة العقلية للأشخاص من خلال الخدمات المجانية ومنخفضة العتبة قدر الإمكان، ولمعرفة ما إذا كان نوع ومدة استخدام الوسائط الاجتماعية يمكن أن يساهم في ذلك، أجرت دراسة تجريبية كجزء من زمالة في مركز دراسات الإنترنت المتقدمة (CAIS)".
تجربة لمدة اسبوعين
جندت الدكتورة جوليا برايلوفسكايا وفريقها ما مجموعه 642 متطوعا، وخصصوهم عشوائيً في واحدة من أربع مجموعات متساوية في الحجم تقريبا، قامت المجموعة الأولى بتخفيض الاستهلاك اليومي لوسائل التواصل الاجتماعي بمقدار 30 دقيقة خلال فترة تدخل لمدة أسبوعين،منذ أن أظهرت الدراسات السابقة أن النشاط البدني يمكن أن يزيد من الرفاهية ويقلل من أعراض الاكتئاب، زادت المجموعة الثانية مدة النشاط البدني بمقدار 30 دقيقة يوميا خلال هذه الفترة، مع الاستمرار في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كالمعتاد، وجمعت المجموعة الثالثة كلاهما، مما قلل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة النشاط البدني، لم تغير المجموعة الضابطة السلوك أثناء مرحلة التدخل.
قبل وأثناء وحتى ستة أشهر بعد مرحلة التدخل التي استمرت أسبوعين استجاب المشاركون للاستطلاعات عبر الإنترنت حول المدة والشدة والأهمية العاطفية لاستخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، والنشاط البدني، ورضاهم عن الحياة، وشعورهم الذاتي بالسعادة ، أعراض الاكتئاب، العبء النفسي لوباء COVID-19 واستهلاك السجائر.
صحي وسعيد في عصر الرقمنة
أظهرت النتائج بوضوح أن تقليل الوقت الذي يقضيه الشخص على وسائل التواصل الاجتماعي كل يوم وزيادة النشاط البدني لهما تأثير إيجابي على رفاهية الناس، وعلى وجه الخصوص، فإن الجمع بين التدخلين يزيد من رضا المرء عن الحياة والشعور الذاتي بالسعادة ويقلل من أعراض الاكتئاب.
تختتم جوليا برايلوفسكايا هذا يوضح لنا مدى أهمية تقليل توفرنا عبر الإنترنت من وقت لآخر والعودة إلى جذورنا البشرية، ويمكن تنفيذ هذه الإجراءات بسهولة في الحياة اليومية للفرد وهي مجانية تماما، وفي الوقت نفسه، تساعدنا على البقاء سعداء وصحيين في العصر الرقمي".
المصدر: ميديكال اكسبريس