ولحسن الحظ، يمكن علاج هذا السرطان والشفاء منه، خاصة إذا تم التقاطه مبكرا. وعندما يتعلق الأمر بعوامل الخطر لكل مرض، فهناك بعض العوامل التي يمكن تغييرها بسهولة مثل النظام الغذائي. ومع ذلك، هناك عوامل أخرى، تتراوح من العمر إلى تاريخ العائلة، تكون غير قابلة للتعديل.
ووجدت دراسة حديثة عامل خطر آخر لسرطان القولون والمستقيم غير قابل للتعديل، حيث تشير النتائج إلى أن البالغين الأطول قامة قد يكونون أيضا أكثر عرضة للإصابة بأورام القولون الحميدة التي يمكن أن تصبح خبيثة فيما بعد.
ويُعرف سرطان الأمعاء الغليظة بسرطان القولون والمستقيم، وما يزال سبب الإصابة بهذا السرطان مجهولا، لكن دراسات مختلفة أشارت إلى أن معدل الإصابة بسرطان الأمعاء يكون أكبر في البلدان التي تتبع نظاما غذائيا غنيا بالدهون وقليل الألياف.
كما وجد سابقا أن تناول كميات كبيرة من الكحول، وخاصة الجعة، قد يكون مرتبطا بهذا السرطان.
وراجع الخبراء في John Hopkins Medicine نحو 47 دراسة شملت 280660 حالة سرطان القولون والمستقيم و14139 حالة من الورم الحميد في القولون والمستقيم، وهو ورم غدي في القولون والمستقيم.
كما حللوا بيانات 1459 شخصا خضعوا لتنظير القولون. وقالوا إن هذا كان للمساعدة في استكشاف العلاقة بين السرطان والبكتيريا الملتصقة بجدران القولون، والمعروفة باسم البيوفيلم.
وبعد تحليل البيانات، وجدوا أن الأشخاص الأطول قامة بشكل عام، لديهم مخاطر أعلى بنسبة 24% للإصابة بسرطان القولون والمستقيم مقارنة بالأقصر.
وقال الخبراء إنه مقابل كل زيادة بمقدار 10 سم في متوسط الطول، كان هناك زيادة بنسبة 14% في خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم و6% زيادة احتمالات الإصابة بأورام غدية.
وأوضح الفريق أن الطول هو عامل خطر يتم تجاهله عندما يتعلق الأمر بسرطان القولون والمستقيم.
وأشار الأستاذ المساعد في قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد في جونز هوبكنز ميديسن، البروفيسور جيرارد مولين، إنه يجب مراعاة الطول عند تقييم المرضى والتوصية بهم لإجراء فحوصات الكشف عن سرطان القولون والمستقيم.
ووقع الأخذ في الاعتبار المخاطر الأخرى، بما في ذلك عوامل الخطر الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية والسلوكية.
كما وقع تضمين مؤشرات صحية أخرى مثل التاريخ العائلي لسرطان القولون والمستقيم ومرض التهاب الأمعاء والتدخين وزيادة استهلاك الكحول.
وأضاف البروفيسور مولين: "إن زيادة الوعي من قبل الجمهور والحكومة سيساعد في تعزيز المزيد من الاهتمام والتمويل لمزيد من الأبحاث، ما قد يغير في النهاية المبادئ التوجيهية للأطباء لاعتبار الطول خطرا للإصابة بالسرطان".
ومع ذلك، أضاف الباحثون أنه يلزم إجراء المزيد من الدراسات لتحديد الطول الذي يجعل شخصا ما مؤهلا لفحص القولون والمستقيم.
المصدر: ذي صن