وذكرت صحيفة الغارديان أن عدد الأمريكيين المصابين بمرض باركنسون ارتفع بنسبة 35% في العقد الماضي، ويمكن أن يتضاعف في السنوات الـ 25 المقبلة. وتشير الدلائل إلى أن مادة ثلاثي كلورو إيثيلين الكيميائية يمكن أن تكون مسؤولة جزئيا على الأقل.
ويستخدم ثلاثي كلورو إيثيلين (يُختصر بـ TCE) كمزيل شحم صناعي ومذيب لإزالة البقع وتنظيف مجموعة متنوعة من المواد، بما في ذلك الملابس والسجاد والمعدات المعدنية. ويمكن أيضا العثور عليه في بعض المواد اللاصقة، مثل بخاخات الرسم والحرف اليدوية، ومنظفات الأثاث، ومنتجات تنظيف السيارات، والتي يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر إذا استنشق الناس الأدخنة أو لوثت جلدهم، وفقا لوكالة حماية البيئة.
ووجدت الأبحاث أن التعرض لثلاثي كلورو إيثيلين هو عامل خطر للإصابة بمرض باركنسون بعد سنوات أو حتى عقود، بناء على بيانات من أشخاص عملوا في بيئات تستخدم فيها المادة الكيميائية.
ويعد ثلاثي كلورو إيثيلين أيضا مادة مسرطنة معروفة، ويرتبط بسرطان الكلى وسرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكينية وربما سرطان الكبد. ووقع حظره في ولاية مينيسوتا ومؤخرا في نيويورك، بعد أن أبلغت شركة Reveal عن مخاطر المادة الكيميائية واستخدامها في مصانع التصنيع والقواعد العسكرية في الولاية.
لكن ثلاثي كلورو إيثيلين لا يؤثر فقط على من هم على اتصال مباشر به، لأنه يمكن أن يستمر في البيئة لأكثر من عام.و قد لا يدرك الناس حتى أنهم تعرضوا له، لأن المادة الكيميائية يمكن أن تلوث التربة والمياه الجوفية، بما في ذلك مياه الآبار التي يشربها الناس.
وقال بريانا دي ميراندا، أستاذ علم الأعصاب الذي يدرس السموم البيئية في جامعة ألاباما في برمنغهام، في تصريح لصحيفة "الغارديان" البريطانية: "لقد ربطت العديد من الدراسات مياه الآبار بمرض باركنسون، وليس فقط ثلاثي كلورو إيثيلين في تلك الحالات، بل يمكن أن يكون أيضا مبيدات حشرية مثل الباراكوات".
وتشير الأبحاث إلى أنه من المحتمل أن يسبب عيوبا في القلب عند الأطفال. ويمكن أن يساعد استخدام مرشح المياه في التخفيف من مستويات ثلاثي كلورو إيثيلين، وفقا لصحيفة "الغارديان"، ولكن ما يزال هناك خطر من الاستحمام في المياه الملوثة أو استنشاق أبخرة بقايا المادة الكيميائية.
المصدر: بزنس إنسايدر