وعندما ترى الأم مولودها الجديد لأول مرة، فهذا هو "الحب من النظرة الأولى"، بالمعنى الحرفي للكلمة. هذا لأنه بمجرد ولادتها، تبدأ المناطق الأساسية لشبكة المكافآت في دماغها في إطلاق هرمونات الشعور بالسعادة مثل الدوبامين والأوكسيتوسين في دمها، ما يؤدي على الفور إلى اتصال قوي بالحب والتفاني لمولودها الجديد.
وفي الواقع، تظهر الدراسات أن الأمهات الحديثات لديهن مستويات مماثلة من الأوكسيتوسين مثل الأزواج الرومانسيين الذين يعيشون حالة حب جديدة.
وهذا لا ينطبق فقط على الأمهات البشريات، حيث اكتشف العلماء أن القوارض تحصل على كمية أكبر من الدوبامين من إطعام صغارها مقارنة بتلقي حقن الكوكايين. وعلاوة على ذلك، تكشف فحوصات الدماغ أن الأم البشرية لديها تجربة مماثلة عندما ترى طفلها يبتسم.
ولكن الأمر يكون مختلفا عندما يبكي الطفل، حيث تنشط تلك الصرخات شبكة في دماغ الأم تُعرف باسم شبكة تنظيم المشاعر. وتتضمن أنظمة التحكم قبل الجبهية والحزامية، والتي تساعد في التحكم في عواطفها. وهذا أمر مهم لأنه قد يكون من السهل أن تفقد أعصابها عندما تعمل بقليل من النوم وتتألم من بكاء الطفل.
وعلى الرغم من أن الأمومة قد تكون مرهقة، إلا أن الأمهات الجدد في الواقع أكثر يقظة من المعتاد بفضل الشبكة البارزة في أدمغتهن. ويعتقد العلماء أن الولادة تنشط هذه الشبكة لمساعدة الأم على اكتشاف التهديدات وحماية طفلها من الأذى، خاصة في المواقف الخطرة عندما تساعد هذه الشبكة في زيادة الأدرينالين.
ولكن على أساس يومي، تحتاج الأم إلى فهم احتياجات مولودها الجديد. ولتحقيق ذلك، تستخدم التعاطف الذي يأتي من الشبكة الاجتماعية في دماغها. وهذا يشمل الفص الجزيري (القشرة الجزيرية وهو جزء من القشرة المخية) واللوزة الدماغية، والتي وجد الباحثون أنها تصبح أكثر نشاطا عندما تنظر الأمهات إلى صور أطفالهن في محنة مقارنة بالصور المحايدة.
ولكن ليس دماغ الأم فقط هو الذي يتغير. إذ تظهر الأبحاث أن دماغ الأب يفرز الأوكسيتوسين عندما يتفاعل مع طفله أيضا. وغالبا ما يكون هذا مصحوبا بطفرة في هرمون آخر: البرولاكتين، والذي غالبا ما يطلق عليه اسم هرمون الحليب لأنه يحفز إنتاج حليب الثدي، ولكن يمكن للرجال إنتاجه أيضا، ووجد الباحثون أن الآباء الذين يلعبون كثيرا مع أطفالهم لديهم مستويات أعلى من البرولاكتين في دمائهم من الآباء الذين لم يفعلوا ذلك. كما أنهم كانوا أكثر استجابة لبكاء أطفالهم.
المصدر: بزنس إنسايدر