ودرس العلماء العاملون في شركة "يونيليفر" (Unilever) آثار "الضوء الأزرق" المنبعث من الأجهزة الإلكترونية على الجلد ووجدوا أنه يمكن أن يسبب الشيخوخة المبكرة.
ووجدت الدراسة التي أجراها الباحثون في الشركة الهولندية العملاقة في مجال السلع الاستهلاكية، أن 60% من الأشخاص يقضون الآن أكثر من ست ساعات يوميا أمام جهاز رقمي يصدر ضوءا أزرق.
ووجدوا أن التعرض للضوء الأزرق لمدة خمسة أيام على مدى ست ساعات على الأقل يوميا، يمكن أن يكون له نفس التأثير على الجلد مثل قضاء 25 دقيقة في الشمس من دون كريم وقاية.
ولمكافحة أسوأ آثار التعرض للضوء الأزرق، يوصي الخبراء بأخذ فترات راحة من الشاشة واستخدام كريمات البشرة التي تحتوي على مضادات الأكسدة.
وما يزال الباحثون لا يعرفون التأثيرات الكاملة للتعرض طويل الأمد للضوء الأزرق على الجلد، لكن عددا من الدراسات، بما في ذلك هذه الدراسة، تحاول معرفة ذلك.
ويقول الباحثون إنه من المعروف بالفعل أن التعرض للضوء الأزرق يمكن أن يسبب فرط تصبغ الجلد وشيخوخة مبكرة، لكن الكمية الدقيقة للتعرض غير واضحة.
ووجدت الدراسة أن اثنين من كل ثلاثة أشخاص غير مدركين لتأثير الضوء الأزرق على البشرة. وأوضح الباحثون أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات لا يؤثر على الجلد فحسب، بل يمكن أيضا أن يزعج ساعاتنا البيولوجية.
ويمكن للضوء الأزرق أن يخترق الجلد بشكل أعمق بكثير من الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، ويمر عبر البشرة والأدمة إلى الطبقة تحت الجلد.
ووجد الفريق الذي أعد هذه الدراسة أنه يمكن أن يسبب تصبغا فوريا ومستمرا، والذي يمكن أن يظل موجودا بعد ثلاثة أشهر.
ويمكن أن تمنع هذه الأشعة إنتاج الميلاتونين، وتزيد من مستويات هرمون التوتر، وتثير الأعصاب، ما يؤدي بدوره إلى اضطراب نمط النوم وإيقاع الساعة البيولوجية.
وتشرح الدكتورة إيما ويدغوورث، استشارية الأمراض الجلدية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، أن الضوء الأزرق قد يلحق الضرر بالبشرة عن طريق توليد "الجذور الحرة". وأوضحت: "هذه جزيئات نشطة للغاية تلتصق بالجلد وتسبب تغيرات خلوية كبيرة. إنها تؤثر على طريقة إصلاح الحمض النووي".
وتشير إلى أن أي ضرر محتمل من المتوقع أن يكون مرتبطا بـ "مقدار الوقت الذي نقضيه على هواتفنا وحقيقة أننا نحتفظ بها على اتصال مباشر مع بشرتنا".
ووجد الباحثون في شركة "يونيليفر" أن 30 ساعة من التعرض للضوء الأزرق من الهواتف الذكية أو شاشات الكمبيوتر المحمول يمكن أن يزيد من مستوى الالتهاب في خلايا الجلد بنسبة 40%.
وقالت سامانثا تاكر ساماراس، نائب الرئيس العالمي للعلوم والتكنولوجيا والجمال والعناية الشخصية للشركة، إنه يمكن أن يكون لها تأثير سلبي كبير على الرفاهية. وأضافت: "نشعر بالقلق من أن الناس ببساطة غير مدركين للمخاطر".
ومن المحتمل جدا أن يكون التعرض للضوء الأزرق قد زاد هذا العام، حيث زاد العديد من العاملين في المكاتب سابقا وقتهم أمام الشاشة، بعد أن انتقلت الاجتماعات وجها لوجه إلى اجتماعات افتراضية.
ويجب أن يبحث الناس عن منتجات للعناية بالبشرة مليئة بمضادات الأكسدة، وكذلك النياسيناميد وأكسيد الزنك. ويساعد الحد من وقت الشاشة أيضا، ليس فقط على صحة بشرتنا بشكل عام، ولكن أيضا على صحتنا العامة.
المصدر: ديلي ميل