وكشفت دراسة أجراها باحثو إمبريال كوليدج لندن، أن المرضى الذين يعانون من مستويات عالية من الهرمون، تدهورت حالتهم بسرعة أكبر وكانوا أكثر عرضة للوفاة.
وينتج الجسم الكورتيزول استجابة للإجهاد، ويؤدي إلى تغيرات في التمثيل الغذائي ووظيفة القلب والجهاز المناعي، لمساعدة الجسم على التأقلم.
ويقول الفريق البريطاني إن النتائج يمكن استخدامها لتحديد هؤلاء المرضى، الذين هم على الأرجح بحاجة إلى رعاية مكثفة والمساعدة في إدارة الضغط على NHS.
ووجد معدو الدراسة أن المستويات التي عُثر عليها كانت "عالية بشكل مثير للقلق" - بقدر 3 مرات مستويات الكورتيزول الموجودة في الدم بعد خضوع شخص لعملية جراحية كبيرة.
وقال المعد الرئيس للدراسة، البروفيسور والجيت ديلو، من جامعة إمبريال: "من منظور طبيب الغدد الصماء، من المنطقي أن يكون لدى مرضى "كوفيد-19" المعرضين لحالة خطيرة، مستويات أعلى من الكورتيزول، ولكن هذه المستويات مرتفعة بشكل مثير للقلق".
وقال ديلو: "الآن، عندما يصل الناس إلى المستشفى، من المحتمل أن يكون لدينا علامة بسيطة أخرى لاستخدامها إلى جانب مستويات تشبع الأكسجين، لمساعدتنا في تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى العناية الفائقة على الفور، وأيهم قد لا يحتاجون ذلك".
وتتراوح مستويات الكورتيزول عند الصحة والراحة، من 100-200 نانومتر/لتر وتقريبا صفرعند النوم - المستويات المنخفضة من الكورتيزول لدى المرضى يمكن أن تهدد الحياة.
ومع ذلك، يمكن أن تكون المستويات المفرطة من الكورتيزول خطيرة بالدرجة نفسها، ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى والنتائج الضعيفة.
وفي الدراسة الجديدة، حلل الباحثون 535 مريضا، بما في ذلك 403 مصابين بـ"كوفيد-19" - أولئك الذين لديهم الفيروس لديهم مستويات أعلى من الكورتيزول من أولئك الذين ليس لديهم.
وتراوحت المستويات لدى مجموعة "كوفيد-19" عند 3241 - وهي أعلى بكثير حتى بعد الجراحة الكبرى، عندما يمكن أن تتجاوز المستويات 1000.
وقال ديلو: "يمكننا أن نأخذ مستويات الكورتيزول في الاعتبار عندما نعمل على إيجاد أفضل طريقة لعلاج مرضانا".
ومن بين مرضى "كوفيد-19"، نجا أولئك الذين لديهم مستوى الكورتيزول الأساسي البالغ 744 أو أقل، في المتوسط لمدة 36 يوما، ولكن أولئك الذين لديهم مستويات تزيد عن 744، لديهم متوسط بقاء لمدة 15 يوما فقط.
وخلال فترة الدراسة، توفي أقل من 27% من مرضى "كوفيد-19"، مقارنة بأقل من 7% فقط من المجموعة غير المصابة بالمرض. ويأمل ديلو وفريقه أن أبحاثهم يمكن التحقق منها الآن في دراسة سريرية على نطاق أوسع.
وقالت البروفيسورة كافيتا فيدهارا من جامعة نوتنغهام، التي لم تشارك في الدراسة، إنه ينبغي استخدام النتائج لإثارة مزيد من التحقيق.
ونشرت النتائج في مجلة Lancet Diabetes & Endocrinology.
المصدر: ديلي ميل