وقد تجد أنك تشعر بالألم فقط في منطقة معينة من جسمك، وهذا أمر طبيعي تماما. وعادة ما يكون هذا النوع من الألم موضعيا، ما يؤثر على عدد قليل من العضلات أو جزء صغير من الجسم.
ويعاني الكثيرون في الوقت الحالي من آلام العضلات، في ظل الحجر المنزلي، ما جعلهم يطرحون سؤالا ملحا: لماذا تؤلمنا عضلاتنا خلال الإغلاق؟
ويقول عالم الرياضة ديفيد جونسون، من مركز Capacity Training LTC، إن الجلوس على مكتب أو على الأريكة أثناء مشاهدة التلفزيون لفترة طويلة سيضعف ويشد عضلاتك ويسبب تصلب كل من الظهر والكتفين والرقبة.
وأوضح ديفيد: "كثرة ساعات الخمول اليومية، بما في ذلك الوقت الذي يقضيه الشخص في مشاهدة التلفاز، قد يزيد من خطر السمنة وأكثر من 30 مرضا مزمنا آخر. ووجدت الدراسات أيضا أن عدم النشاط يزيد من أعراض أمراض القلب".
ويمكن أن يؤدي اختلال التوازن في النشاط هذا إلى إلغاء العديد من الآثار الإيجابية للتمرين، مثل التحكم في نسبة السكر في الدم وتحسين تدفق الدم إلى الساقين والدماغ.
وأضاف: "إن عدم النشاط لمدة أربع إلى ست ساعات فقط يمكن أن يتسبب في إنزيم يساعد الجسم على استخدام الدهون لإفراز الطاقة".
وربما تسببت قواعد الإغلاق الجديدة في فقدان النشاط عندما يتعلق الأمر بروتين الرياضة والتمارين اليومية.
وأشار ديفيد إلى أنه: "من المرجح أن يعاني العنق والظهر من الآلام جراء الجلوس في مكان واحد لفترة طويلة"، ولذلك يجب تجنب فترات الجلوس الطويلة، ومحاولة الاستمرار في التحرك طوال اليوم.
وإذا كنت مشغولا بالعمل من المنزل أو الدراسة أو التعليم المنزلي للأطفال، فمن الصعب أن تظل نشيطا طوال اليوم، وبالتالي قد تجد أنك أصبحت سريع الانفعال مع الأوجاع والآلام ولا يمكنك التركيز.
واقترح ديفيد مجموعة من النصائح لتجنب آلام العضلات، من ذلك إعداد مكتب مناسب ومثالي للعمل، حيث يكون الجزء العلوي من الشاشة في مستوى العين أو أقل بقليل.
كما يجب وضع القدمين بشكل مسطح على الأرض مع كاحليك تحت ركبتيك، أثناء الجلوس على كرسي. ويمكن من فترة إلى أخرى رفع الركبة اليمنى إلى الصدر واحتضانها، ويمكن أيضا وضع الساق اليمنى فوق الساق اليسرى بزاوية 90 درجة. وجميع هذه الحركات رائعة للتخلص من آلام أسفل الظهر وتيبسه.
وقال: "يجب أن تكون قدماك مدعومتين بقوة، وأن يكون فخذاك متوازيتين للأرض. اضبط مقعدك وفقا لذلك".
ويجب عليك ممارسة حركة خفيفة كل نصف ساعة أو نحو ذلك، ويمكن استغلال هذا الوقت لإنجاز الأعمال المنزلية، وبدلا من ذلك، يمكنك التنزه حول حديقة المنزل أو اللعب مع الأطفال أو الحيوانات الأليفة.
وتعمل فواصل الحركة بشكل أفضل من فترات الراحة الدائمة للبالغين عندما يتعلق الأمر بعلامات صحة القلب والأوعية الدموية.
وسيكون من الأفضل المشي لمسافة قصيرة في الصباح، ثم ممارسة اليوغا لمدة نصف ساعة في فترة ما بعد الظهر.
وأشار ديفيد: "المزيد من النشاط على مدار اليوم أفضل من المشي مرة واحدة بعد يوم طويل من الجلوس".
لماذا نشعر بالتعب؟
يقول الأطباء إن الإنسان في الحجر يصاب بشيء يسمى "كسل النوم التراكمي" متسببا بالدوار ويمكن تعريف هذه الحالة من التعب أو الترنح بمرحلة بين النوم واليقظة، أي أن الشخص لا يشعر بنفسه يقظا بشكل تام.
ويشعر هؤلاء الأشخاص بالنعاس، فيظلون في حالة من الخمول بعد الاستيقاظ من النوم في فترة الصباح أو في أوقات لاحقة.
من ناحيته، يرى الباحث ماثيو والكر، وهو أستاذ علم النفس والعلوم العصبية ومؤلف كتاب "لماذا ننام"، إن هناك تشبيها يمكن أن يقرب الصورة، وهي أن استيقاظ الشخص من النوم في هذه الحالة من التعب يعادل تشغيل محرك سيارة قديمة، أي أنك تحتاج وقتا لأجل تسخينها ولا يمكن أن تنطلق بها مباشرة.
المصدر: وكالات