ومن المعروف أن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) يسبب معظم سرطانات عنق الرحم، وأن التهاب الكبد B يمكن أن يسبب سرطان الكبد.
ولكن الدراسة الجديدة قدمت أدلة مثيرة للدهشة على أن فيروس Epstein-Barr، الذي يسبب الحمى الغدية، قد يرتبط بسرطان الثدي والبروستات. ويمكن أن يكون أيضا نوع من فيروس الهربس، يحمله كل شخص تقريبا في سن مبكرة.
وقال خبراء إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا كانت الفيروسات الموجودة في الأورام المدروسة، تلعب دورا في هذا المرض، ولكنهم اقترحوا أنها قد توفر الوقود للخلايا السرطانية لتنمو.
وقال الدكتور دانييل بريور، المعد المشارك في الدراسة من جامعة "إيست أنجليا": "وجدنا فيروسات في 23 نوعا مختلفا من السرطان، بما في ذلك تلك التي لم يُؤسس رابط سابق لها. وتشمل البروستات والثدي والرئة والكلى والمثانة وسرطان القولون والجلد. وهذا الأمر مهم لأن العثور على روابط جديدة بين أنواع العدوى وأنواع السرطان، يوفر القدرة على تطوير لقاحات، مثل لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، الذي يمكن أن يقلل من التأثير العالمي للسرطان".
ودرس فريق البحث الدولي 38 نوعا مختلفا من السرطان، وكذلك الشيفرة الوراثية للأورام، للبحث عن الحمض النووي للفيروسات. ووجدوها في أورام لدى 356 مريضا من أصل أكثر من 2600 مريض، وفوجئوا برؤية بعض الأدلة على أن فيروس Epstein-Barr وفيروس الهربس البشري 6B والتهاب الكبد B، قد تتطور في سرطان الثدي.
ولم تعثر الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Genetics، على أي فيروسات جديدة ولكنها تبرز مدى أهمية الكائنات المعدية في تطور السرطان.
وبالفعل، طُوّر لقاح فيروس HPV، الذي وُجد في الدراسة أنه يسبب 19 من أصل 20 حالة من سرطان الرحم ونحو ثلث سرطانات الرأس والعنق.
وفي الوقت نفسه، يعمل العلماء على تطوير لقاح فيروس Epstein-Barr، الذي عُثر عليه في 5.5% من الأورام.
وقال كبير الباحثين في الدراسة، الدكتور مارك زاباتكا من مركز أبحاث السرطان الألماني: "إن مسألة ارتباط الفيروسات بالسرطان، وثيقة الصلة بالطب لأنه في السرطانات المرتبطة بالفيروسات، تكون الوقاية الحقيقية ممكنة. وإذا حُدّد فيروس مسرطن، فهناك فرصة لتجنب الإصابة بلقاح لمنع تطور السرطان".
المصدر: ديلي ميل