ووجد العلماء في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، دوائر من الحمض النووي غير الصبغي (ecDNA) بكثرة في خلايا الورم البشري.
ويختلف الشكل عن الحمض النووي البشري الطبيعي، الذي يشكل التواء الحلزون المزدوج من المادة الوراثية. ونتيجة لشكله الدائري، يكون الحمض النووي للسرطان أكثر "انفتاحا"، ويمكنه الاستجابة والتحول لمقاومة العلاجات، التي يحاول الأطباء استخدامها لقتل الخلايا، وفقا للعلماء.
وتجري تعبئة أجزاء من شيفرة الحمض النووي البشري في نوى الخلية، عن طريق لفها بإحكام حول مجموعات من مجمعات البروتين.
ولقراءة التعليمات الوراثية، تعتمد الخلايا على إنزيمات لقص ونقل الأجزاء، ما يؤدي إلى الوصول إلى جزء فقط من الحمض النووي، في أي وقت.
ولكن الخلايا السرطانية تشترك في بعض أوجه التشابه مع البكتيريا، التي تحتوي على الحمض النووي الدائري، الذي يمكن الوصول إليه بشكل عام.
وقال العلماء إن هذا الشكل "المتاح للغاية"، يوفر المزيد من نقاط الوصول، حيث يمكن نقل المعلومات الوراثية والتعبير عنها بسرعة، ما يسمح للخلايا بتوليد كميات كبيرة من الجينات المعززة للنمو.
وأضافوا أيضا إنه يسمح لها بالتطور بسرعة أكبر، والاستجابة بقوة أكبر لبيئتها وتهديداتها المتغيرة، مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي.
وقال الدكتور بول ميشيل، الأستاذ في كلية الطب بجامعة سان دييغو في قسم علم الأمراض، والمعد المشارك في الدراسة، إن هذا الاكتشاف يمثل "نقلة نوعية". وهذا الشكل الفريد من نوعه في خلايا السرطان البشرية، يختلف تماما عن الحمض النووي الطبيعي، ويسلط الضوء على سبب كون بعض الخلايا السرطانية عدوانية جدا.
وأوضح العلماء أنه عندما تتكاثر الخلايا فإنها تطرد الـ ecDNA بطريقة عشوائية على ما يبدو، ما يتيح تطورا وتغييرا وراثيا أكثر سرعة مما لو كانت ببساطة تنقسم إلى خلايا متطابقة وراثيا.
وليس من الواضح مدى تواتر مقاومة السرطان للعلاج، ولكن دراسة أجريت عام 2014 تشير إلى أن هذه الظاهرة أصبحت أكثر شيوعا.
ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة "الطبيعة".
المصدر: ديلي ميل