مباشر

تقرير عالمي يحذر من خطر حقيقي يتربص بأطفال العالم!

تابعوا RT على
حذر علماء من أن الأطفال في جميع أنحاء العالم يعانون بالفعل من اعتلال الصحة بسبب تغير المناخ.

ودعا تقرير هام نُشر في مجلة Lancet الطبية المرموقة، قادة العالم إلى المضي قدما في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ البيئة.

ويؤدي حرق وقود الديزل والفحم إلى إصابة الأطفال بأمراض الرئة، وتسبب حرائق الغابات الإصابة بالربو وتقلص الحصاد، ما يترك الكثيرين دون طعام كاف.

ويحذر العلماء من أنه ما لم يجر خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 7.4% سنويا، على مدار الـ31 عاما القادمة، فإن صحة الجيل القادم حول العالم في خطر.

وجمع فريق البحث من زهاء 35 معهد عالمي، الأدلة الموجودة حول الأضرار الصحية لتحذير العالم والإشارة إلى أن الأطفال هم الأكثر تأثرا بتغير المناخ.

وقال الدكتور نيك واتس، مدير مركز أبحاث Lancet Countdown للتغير المناخي، إن الأطفال معرضون بشكل خاص للمخاطر الصحية لتغير المناخ. وأوضح أن أجسامهم وأجهزة المناعة ما تزال في مرحلة التطور لديهم، ما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض والملوثات البيئية. كما أن أضرار مرحلة الطفولة المبكرة مستمرة، مع عواقب صحية تدوم مدى الحياة.

واستطرد موضحا: "من دون اتخاذ إجراءات فورية في جميع البلدان لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، ستتعرض المكاسب في الرفاهية والعمر المديد المتوقع للخطر، وسيأتي تغير المناخ لتحديد صحة جيل كامل".

وقسّم تقرير Lancet Countdown تأثير تغير المناخ إلى فئات مختلفة، بما في ذلك غلة المحاصيل وتلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة.

وأوضح أن الهواء السام الناجم عن أبخرة الوقود الأحفوري يقتل الناس بالفعل، ويقدر بأن الفحم وحده ساهم في أكثر من مليون حالة وفاة مبكرة في عام 2016. ويرتبط PM2.5، وهو واحد من أفضل أنواع الجزيئات المنبعثة من حرق الوقود الأحفوري، بزهاء 2.9 مليون حالة وفاة مبكرة سنويا في جميع أنحاء العالم.

وعلى الرغم من أن التلوث يؤثر بشكل مباشر على صحة الناس، فإنه يسرع أيضا من ظاهرة الاحتباس الحراري التي ستؤدي إلى آثار ثانوية.

وما تزال انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ترتفع، بنسبة 2.6% بين عامي 2016 و2018، على الرغم من تعهد المنظمات والحكومات بخفضها.

وألزمت اتفاقية باريس، الموقعة في عام 2016، القادة في جميع أنحاء العالم للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقل من 36 درجة فهرنهايت (2 درجة مئوية).

ولكن العلماء البالغ عددهم 69 باحثا قالوا إن "العمل كالمعتاد" سيؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة العالمية 39 درجة فهرنهايت (4 درجات مئوية) بحلول عام 2100.

ويؤدي التغير في درجات الحرارة وهطول الأمطار إلى انخفاض غلة المحاصيل، التي ستترك الكثيرين دون طعام كاف، وخاصة في البلدان الأكثر فقرا والتي تكون أقل قدرة على الاستيراد.

وقال التقرير إن الشباب والمراهقين هم من بين أكثر الفئات عرضة لسوء التغذية، وربما يعانون من توقف النمو أو ضعف أجهزة المناعة.

وعلى مدار الثلاثين عاما الماضية، تراجعت إمكانات الحصاد- كمية الطعام التي يمكن أن تنتجها النباتات-  بنسبة 4.25% في المتوسط.

وتقلل درجات الحرارة المرتفعة من غلة المحاصيل عن طريق تجفيف النباتات بشكل أسرع، حيث يتبخر الماء من أوراقها بشكل أسرع وخارج التربة، ما يعني أنها تنمو بنحو أبطأ.

وحذر التقرير من أن الطقس الأكثر سخونة سيزيد من عبء المرض في أشكال العدوى وأحداث الطقس القاسية.

كما يوفر ارتفاع متوسط ​​درجات الحرارة الظروف المثالية لازدهار البكتيريا والفطريات، والتي يمكن أن تجعل العدوى أكثر احتمالا. وقال التقرير إن عام 2018 كان "ثاني أكثر الأعوام ملاءمة على الإطلاق" لانتشار البكتيريا المسببة للإسهال.

وسيؤدي الطقس المتطرف إلى اندلاع حرائق الغابات والجفاف والفيضانات، التي ستسهم في التشرد والربو، فضلا عن تعرض الأطفال لمخاطر فورية، حيث يؤدي الدخان الناتج عن الحرائق إلى تهيج رئة الناس.

تجدر الإشارة إلى أن أعلى درجات الحرارة المسجلة في أوروبا الغربية وحرائق الغابات في سيبيريا وكوينزلاند وكاليفورنيا، تسببت في الإصابة بالربو والتهابات الجهاز التنفسي والسكتة الحرارية.

وقال رئيس تحرير مجلة Lancet، الدكتور ريتشارد هورتون: "إن أزمة المناخ هي واحدة من أعظم التهديدات التي تهدد صحة البشرية اليوم، ولكن العالم لم يشهد بعد استجابة من الحكومات تفي بالغرض المطلوب".

المصدر: ديلي ميل

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا