ووجد الباحثون أن الفئران التي تتغذى بشراهة في الصغر، أظهرت تغيرات وراثية مرتبطة بالشيخوخة قبل الأوان، مقارنة بالفئران التي تناولت كميات معتدلة من الطعام، في أولى مراحل حياتها.
وتحدث الأنواع هذه نفسها من التغييرات لدى البشر، الذين يصابون بداء السكري النوع 2.
ومع استمرار انتشار وباء السمنة، يعتقد معدو الدراسة أن بحثهم يوضح كيف أن الإفراط في تناول الطعام، حتى في الأيام الأولى من حياتنا، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، وبالتالي تدهور الصحة في وقت مبكر من الحياة.
ويعد التأكد من حصول المواليد الجدد على غذاء جيد، الأولوية الأهم لدى الوالدين. وفي حين قد لا يكون هناك خطر كبير في إلحاق أذى فوري بالرضع عبر إطعامهم أكثر من اللازم، تشير الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة Environmental Epigenetics، إلى أن التغذية قد يكون لها تأثير في الحياة اللاحقة.
وفي الدراسة، خضعت المجموعة المتحكم بها من الفئران للتغذية بالوجبات العادية المقاسة للأيام الـ 21 الأولى من حياتها. وحصلت المجموعة الأخرى على مجموعة من "كل ما يمكن تناوله على الإطلاق".
وتبين للباحثين أن فئران المجموعة الثانية لم تتعرض لزيادة الوزن فقط، بل أظهرت تغيرات وراثية يعتقد فريق البحث أنها مرتبطة بالإفراط في التغذية.
ولا تعمل الخلايا التي تسمى الجزر في البنكرياس، بشكل صحيح لدى مرضى السكري النوع الأول والثاني. ولكن النوع الأول من مرض السكري، يتطور عادة في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
ويتطور وباء السكري النوع 2 في مرحلة البلوغ اللاحقة لدى معظم الناس، ويمكن الوقاية منه إذا استمر شخص ما في اتباع أسلوب حياة صحي.
ولدى الأفراد المصابين بالنوع 2، يميل الحمض النووي الموجود في خلايا الجزر إلى التقاط علامات كيميائية تسمى الميثيل. ويمكن أن تؤدي هذه الأجزاء من المواد الكيميائية إلى تعطيل وظيفة خلايا الجزر، ما يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
وعادة، لا يبدأ الميثيل في الظهور إلا في فترة لاحقة من العمر- ولكن لدى صغار الفئران التي مُنحت إمكانية الوصول إلى الطعام بشكل مطلق، ظهرت العلامات الكيميائية على الفور.
ويقول الباحثون إن الإفراط في التغذية بعد الولادة، يسبب تسارع الشيخوخة الوراثية في الجزر.
ونظرا لأن القدرة على تنظيم نسبة السكر في الدم تتراجع مع تقدم العمر، فإن الشيخوخة المبكرة للجينات قد تساعد في تفسير كيف يزيد تناول الطعام بكثرة أثناء الطفولة من خطر الإصابة بمرض السكري لاحقا في الحياة.
المصدر: ديلي ميل