ويحذر الباحثون من أن ما يسمى بـ "الحمية الغربية"، الغنية باللحوم الحمراء والدهون والسكر مع انخفاض كميات الفاكهة والخضار، كانت مسؤولة عن واحدة من كل 5 حالات وفاة على مستوى العالم (10.9 مليون بالغ) في عام 2017، وهي أحدث البيانات المتوفرة.
وسُجل أكبر عدد من الوفيات المرتبطة بالنظام الغذائي في الصين والهند (أكثر من 3 ملايين و1 مليون على التوالي)، ثم في روسيا بمعدل 550 ألف حالة وفاة.
وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الرابعة في معدل الوفيات الناجمة عن النظام الغذائي.
ويقول الباحثون إن الأرقام المثيرة للقلق يجب أن تكون تذكيرا صارخا بالمخاطر الصحية، التي تنجم عن الاستهلاك الزائد للحوم الحمراء والصودا، دون الحصول على ما يكفي من الخضروات.
وقال الدكتور، أشكان أفشين، الأستاذ المساعد في معهد المقاييس الصحية والتقييم (IHME) بجامعة واشنطن: "إن سوء التغذية قاتل خطير، وتؤثر المخاطر على الناس تبعا لمجموعة من العوامل الديمغرافية، بما في ذلك العمر والجنس والوضع الاقتصادي".
ويمكن القول إن أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك السكتات الدماغية والنوبات القلبية، هي العامل الأكبر للوفاة، يليها السرطان والسكري النوع 2.
ويلقي الباحثون باللوم على انخفاض معدل استهلاك الأطعمة الصحية، مثل المكسرات والبذور والحليب والحبوب الكاملة، وزيادة استهلاك اللحوم المصنعة والملح والصودا.
وقال الدكتور أفشين، الذي كتب ورقة بحثية عالمية عن السمنة في عام 2017، إن الدراسة الأخيرة تظهر أن تناول الكثير من الدهون والسكر والملح، يسبب مشكلات صحية مزمنة بغض النظر عن تأثيرها على وزن الفرد.
وساهم أكثر من 130 عالما من نحو 40 دولة، في التحليل الأكثر شمولية من نوعه.
وفي المقارنة، ارتبط التدخين بـ 8 ملايين حالة وفاة، في حين ارتبط ارتفاع ضغط الدم بـ 10.4 مليون حالة وفاة.
وتسبب النظام الغذائي بحدوث 9 ملايين و497 ألفا و300 حالة وفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، و913100 وفاة بسبب السرطان، وكذلك 338700 وفاة نتيجة الإصابة بالسكري و136600 بسبب أمراض الكلى.
ووجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "لانسيت"، أن تناول كميات قليلة من الحبوب الكاملة والفواكه وارتفاع استهلاك الملح، يمثل سبب أكثر من نصف حالات الوفاة. وتُعزى أسباب الموت الأخرى إلى ارتفاع استهلاك اللحوم الحمراء والمعالجة والمشروبات المحلاة بالسكر والأحماض الدهنية غير المشبعة، الموجودة في الأطعمة المعلبة مثل الكعك.
وأوضح الباحثون أن هناك حاجة ماسة وملحة لإجراء تغييرات في القطاعات المختلفة لدورة إنتاج الأغذية، مثل النمو والمعالجة والتعبئة والتسويق.
وفي المتوسط، لم يأكل سكان العالم سوى 12% من الكمية الموصى بها من المكسرات والبذور، أي زهاء 3 غرامات من متوسط الاستهلاك اليومي، مقارنة بالكمية المطلوبة وهي: 21 غراما.
وقال الباحثون إن حجم الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي، يسلط الضوء على أن العديد من الحملات الحالية لم تكن فعالة، لذا يدعون إلى ضرورة فرض تدخلات جديدة لنظام الغذاء لإعادة التوازن في النظم الغذائية في جميع أنحاء العالم.
المصدر: ديلي ميل