على الرغم من الدور الهام الذي لعبه الفحم في نهضة الثورة الصناعية في العالم، إلا أنه أيضا دفع الكرة الأرضية إلى حافة كارثة بيئية هي الاحتباس الحراري.
وفي ضوء ما سبق، أصدرت لجنة الأمم المتحدة الخاصة بالاحتباس الحراري والتغير البيئي، تحذيرا حديثا يحض على ضرورة إجراء تحولات هامة وعاجلة في بنية الاقتصاد العالمي، وفي مقدمتها الاستغناء الكامل عن استخدام الفحم في الصناعة.
لكن وعلى الرغم من معرفة الحكومات بالتبعات الكارثية للفحم، إلا أن استهلاكه لا يتناقص مع السنين، بل يزداد وينتشر في كثير من الدول.
وتكمن أسباب إدمان العالم على الفحم في تكاليف استخراجه الرخيصة وانتشاره في غالبية دول العالم، المتقدمة والنامية منها. كما يعد الفحم مصدرا سريعا وناجعا لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل المصانع الضخمة، بغية تكثيف الإنتاج الصناعي.
وبناء على ما سبق، تستغل الشركات العالمية نفوذها الكبير داخل حكومات الدول، لاستخدام المزيد من الفحم الحجري، بهدف مد الأسواق وزيادة سرعة الإنتاج والنمو المالي، الأمر الذي يجعل البنوك هي أيضا مهتمة باستهلاك غير منقطع للفحم الحجري.
وعلاوة على ذلك، يعد الفحم طوق نجاة للسياسيين في توفير طاقة كهربائية رخيصة وغير منقطعة للمواطنين وللشركات الكبرى، ما يعزز شعبيتهم وقوتهم السياسية في أروقة الحكم.
وأخيرا، لا تثق بعض الحكومات بمصادر الطاقة المتجددة، فالطاقة الشمسية تحتاج لشمس مشعة دائما، وطاقة الرياح تحتاج لهبوب الرياح بشكل شبه مستمر، في حين يعمل الفحم في جميع الظروف المناخية.
المصدر: The New York Times