الأعسر أكثر عرضة للإلحاد

وتشير الدراسة إلى أن المتدينين لديهم طفرات وراثية أقل، وبالتالي هم أقل عرضة لاستخدام اليد اليسرى أو للإصابة بحالات مثل التوحد أو انفصام الشخصية.

وقال البروفيسور البريطاني إدوارد دوتون، من جامعة أولو في فنلندا، إنه في أوقات ما قبل الثورة الصناعية، تم تمرير المعتقدات الدينية على غرار سمات جينية أخرى لأنها كانت مرتبطة بقدر كبير مع الاستقرار والصحة النفسية والسلوك الاجتماعي الأفضل.

ولكن العلم الحديث يشير إلى أن الكثيرين ممن لم يعايشوا الاستقرار والحياة الاجتماعية السليمة في الفترة التي سبقت الثورة الصناعية، خلال مرحلة البلوغ والتكاثر، كانوا أكثر عرضة لتوريث الإلحاد.

وتقول الدراسة إن نقص الإيمان بالله مرتبط بطفرات جينية تسبب صفات مثل أن يكون الشخص أعسر أو أن يصاب بالتوحد.

وتضيف الدراسة أن 52% من البريطانيين يقولون إن هذه الظاهرة هي أيضا من يقف وراء ارتفاع الاعتقاد بالخوارق، حيث قالوا في عام 2013 إنهم يعتقدون في وجود الخوارق مقارنة بـ 40% في عام 2005.

ومن المرجح أن المتدينين الحديثين ينحدرون من أولئك الذين كانوا متدينين للغاية في عصر ما قبل الثورة الصناعية، وفقا للبحث الذي نشر في مجلة "Evolutionary Psychological Science".

وتشير الدراسة إلى أن المتدينين في المجتمعات الغربية، هم بقايا مجموعة مختارة من السكان الذين من المرجح أن يكونوا قد عاشوا في ظروف ما قبل الثورة الصناعية.

وأضافت الدراسة أنه "على النقيض، فالملحدون والمؤمنون بالخوارق، لم يصلوا إلى مرحلة البلوغ أو أنهم لم يولدوا بعد في فترة ما قبل الثورة الصناعية، لأن هذه المعتقدات هي جزئيا، تعبير عن انهيار الانتقاء وبالتالي ارتفاع عدد حاملي الطفرة الجينية".

وأجري البحث عن طريق تحديد الأشخاص الذين يعتمدون اليد اليسرى أو أولئك الذين يعانون من التوحد أو مرض انفصام الشخصية، وما إذا كانوا أكثر أو أقل عرضة للتدين.

ووجد الباحثون أن هناك ارتباطا "ضعيفا لكنه هام" بين أن تكون أعسر وأن تصبح ملحدا، وهناك ارتباط أقوى بين التوحد والإلحاد.

وقد أثبتت دراسات سابقة أن حوالي 40% من تدين شخص ما يعود إلى أسباب وراثية.

المصدر: ذي تلغراف

فادية سنداسني