إذ تستطيع جوي ميلن اكتشاف مرض باركنسون قبل سنوات من تمكن الطبيب من تشخيصه، حيث وصفت ميلن نفسها قائلة: "أمتلك حاسة شم حساسة للغاية.. يمكنني تمييز الرائحة بالأساس على جبهة المريض والجانب الخلفي من رقبته".
وقد اكتشفت الممرضة المتقاعدة هذه الموهبة غير العادية لأول مرة عندما اشتمت رائحة غريبة على زوجها، واعتقدت في البداية أن الأمر متعلق بنظافة زوجها، ولم تدرك ما يحدث إلا عندما حضرت مؤتمرا برفقة مرضى باركنسون آخرين.. عندها انتبهت بأن للرائحة معنى.
وفهمت أنها اشتمت رائحة المرض لدى زوجها الراحل قبل 10 إلى 12 سنة من تشخيص الأطباء، حيث تقول ميلن إنه كلما ساءت حالة زوجها كلما ازدادت الرائحة.
ووفقا لميلن، فإن مرض باركنسون لديه رائحة كثيفة جدا تشبه العطور القوية مثل المسك، وعلى الرغم من أنها تمتلك هذه الموهبة، إلا أن زوجها توفي للأسف في سن 65 عاما، بعد 20 عاما من التشخيص الرسمي من قبل الأطباء لإصابته بالمرض.
وتعمل ميلن الآن مع العلماء لإنشاء اختبار يمكنه الكشف عن باركنسون في مرحلة مبكرة من المرض، وأوضح البروفيسور بيرديتا باران، من جامعة مانشستر، أنه تم إجراء تجارب لاختبار أنف ميلن وكيفية شعورها بالرائحة، والتي أثبتت نجاعتها في المختبر، وهو ما جعلها متفائلة بشأن مستقبل مكافحة مرض باركنسون.
إذ عادة ما يكون الأوان قد فات عند تشخيص المرض، حيث أن الضرر العصبي يبلغ ما بين 60 و70%، لذلك فإن التشخيص المبكر سيساهم في التخفيف من معاناة المرضى وربما سيساعد في تحقيق اختراق طبي مستقبلا من خلال إيجاد علاج للمرض، مع العلم أنه لا يوجد حاليا علاج له.
المصدر: إنديبندنت
فادية سنداسني