ويعتمد أسلوب النوم الإسكندنافي على مفهوم بسيط: ينام الزوجان في سرير واحد، لكن كل منهما يستخدم بطانيته أو لحافه الخاص. والهدف من ذلك هو تحقيق التوازن بين الحميمية المتمثلة في مشاركة السرير، والراحة الشخصية التي يوفرها الفراش المنفرد.
ونشأ هذا المفهوم، كما يشير اسمه، في الدول الإسكندنافية حيث يعتبر أمرا شائعا، ويحظى الآن باهتمام متزايد من أزواج حول العالم يقولون إنه "غير قواعد اللعبة" في تحسين نومهم.
لماذا قد يكون منطقيا؟.. دلائل علمية غير مباشرة
على الرغم من عدم وجود دراسات علمية مباشرة تقارن بين تأثير مشاركة لحاف واحد واستخدام لحافين منفصلين، إلا أن مبادئ هذا الأسلوب تتوافق مع معطيات علمية راسخة حول النوم:
1. اختلاف التنظيم الحراري: تنخفض درجة حرارة الجسم الأساسية عند النوم، لكن وتيرة هذا الانخفاض ودرجته تختلف حسب العمر، والجنس، والتركيب الهرموني، وتركيب الجسم، والنمط الزمني للشخص (بومة ليل - أي من ينامون متأخرا، أو طائر مبكر - أي من ينامون ويستيقظون مبكرا).
وغالبا ما تصل النساء إلى أدنى درجة حرارة ليلية في وقت أبكر من الرجال، وقد تعانين من برودة الأطراف لأن الجسم يركز على تدفئة الأعضاء الداخلية. مع التقدم في العمر وانقطاع الطمث، قد تواجه النساء الهبات الساخنة والتعرق الليلي. هذه الاختلافات الطبيعية تفسر لماذا قد يفضل أحد الشريكين بطانية خفيفة بينما يبحث الآخر عن دفء أكبر.
2. تأثير بيئة النوم الدقيقة: تؤثر المواد المصنوعة منها البطانيات (كالقطن والصوف والألياف الصناعية) على درجة حرارة الجلد ويمكن أن تؤثر على سرعة الدخول في النوم وجودته. يتيح أسلوب النوم الإسكندنافي لكل شخص اختيار الغطاء المناسب لاحتياجاته الحرارية وحساسيته للمس، بما في ذلك إمكانية استخدام البطانيات المُثقلة التي تساعد البعض على الشعور بالهدوء.
3. تقليل مصادر الاضطراب: يمكن أن يتسبب تحرك أحد الشريكين أو سحب اللحاف أو اختلاف مواعيد النوم والاستيقاظ في إيقاظ الآخر، خاصة لمن يعانون أصلا من الأرق أو النوم الخفيف. وجود بطانية منفصلة يقلل من هذه الاضطرابات الميكانيكية المباشرة.
ووفقا للخبراء، فإن أسلوب النوم الإسكندنافي يمكن أن يقدم حلا عمليا وبسيطا للأزواج الذين يعانون من نوم متقطع بسبب اختلاف الاحتياجات الحرارية أو الحركة أثناء النوم أو احتكار اللحاف. فهو يسمح بإدارة "مناخ نوم" شخصي داخل السرير المشترك.
ومع ذلك، في غياب أدلة بحثية قاطعة تثبت تفوقه علميا، ينظر إليه حاليا على أنه "خدعة لتحسين النوم" أكثر من كونه منهجية نوم مثبتة. وإذا كانت معركة اللحاف الليلية تؤثر سلبا على راحتك أو علاقتك، فقد تكون تجربة هذا الأسلوب بتكلفة بسيطة مجدية. لكن بالنسبة لتحديات النوم الأعمق، يبقى الالتزام بأساسيات النوم الجيد – مثل بيئة مظلمة وهادئة وروتين منتظم – هو الأساس الأهم.
المصدر: ميديكال إكسبريس