في خطوة تسويقية تجمع بين الدعابة والجدية، أطلق تيم بويل، الرئيس التنفيذي لشركة الملابس الرياضية العالمية "كولومبيا" (Columbia)، تحديا علنيا لمؤيدي نظرية الأرض المسطحة. ووعد في فيديو نشرته الشركة على قناتها الرسمية بأنه سيتنازل عن ملكية الشركة بأكملها، التي تُقدر قيمتها بنحو 3 مليارات جنيه إسترليني، لأي شخص يستطيع تقديم دليل ملموس، مثل صورة واضحة، على وجود "حافة" للأرض كما يدعي المؤمنون بهذه النظرية.
وظهر بويل في الفيديو، الذي نشر في 3 ديسمبر، مرتديا ملابس عادية، وقال: "هذه الرسالة موجهة لمؤمني الأرض المسطحة. أنتم تدّعون أن للأرض حافة؟ حسنا، اذهبوا والتقطوا صورة لها. أرسلوها إلينا، وستحصلون على أصول الشركة. كلها، دون أوراق، دون محامين، ودون شروط".
ثم قاطعه رجل من الفريق القانوني للشركة، مشيرا إلى التعقيدات القانونية المحتملة، ما أضفى طابعا هزليا على العرض. ولم يقتصر التحدي على الأصول المالية فحسب، بل شمل أيضا أدوات المكتب مثل الطابعة والدباسة ووجبة غداء موظف، بالإضافة إلى عناصر غريبة مثل رأس أيل معلق على الحائط.
وأكد بويل الهدف الترويجي من الحملة، حيث قال موجّها خطابه لمؤمني الأرض المسطحة: "إذا كنتم تذهبون إلى حافة الأرض، فالبسوا منتجا من كولومبيا. ستحتاجونه. حظا موفقا".
ومن الناحية العلمية، يبقى التحدي محض سخرية، إذ دُحضت فكرة الأرض المسطحة منذ قرون. فقد قدر اليونانيون القدماء، بقيادة علماء مثل فيثاغورس وأرسطو، محيط الأرض الكروي بدقة مذهلة قبل أكثر من 2300 عام، مستندين إلى أدلة مثل ظل الأرض المنحني على القمر أثناء الخسوف. وفي العصر الحديث، يمكن توثيق انحناء الأرض بسهولة عبر الصور الملتقطة من الطائرات والأقمار الصناعية.
وبهذا، تحول التحدي من مجرد عرض مالي خيالي إلى أداة تسويقية مبتكرة، تؤكد رسوخ الحقيقة العلمية، وتستغل الجدل حول نظرية الأرض المسطحة لجذب الانتباه العالمي وتعزيز صورة "كولومبيا" كعلامة تجارية شجاعة ومغامرة.
المصدر: مترو