أغرب تسونامي من صنع بشري
شهدت لندن في 17 أكتوبر عام 1814 كارثة عجيبة حين اجتاح مناطقها تسونامي بلغ ارتفاعه 4 أمتار ما تسبب في انهيار مبان وسقوط ضحايا. مع ذلك سيندهش الكثيرون من معرفة السبب وقد يضحك البعض.
أمريكي شهد تلك الكارثة الغريبة كتب في مذكراته يقول: "استدرت عند سماع الضوضاء وفجأة وجدت نفسي محاصرا في تيار سريع أوقعني أرضا وجعل التنفس مستحيلا. في محاولة للبقاء على السطح خلال الغوص، سمعت قعقعة المباني المنهارة في مكان ما على مسافة. لم يكن هناك شيء مرئي في الهواء، كانت هناك سحب من الغبار تحجب الشمس في كل مكان. غمرت المياه المنازل المحيطة، وتوفي العديد من الأشخاص ويمكن سماع أنين الضحايا في كل مكان".
الوصف السابق الذي صدر عن شاهد العيان، لم يكن لكارثة طبيعية اجتاحت سواحل بعض المدن، بل هي بتأثير كارثة من صنع الإنسان، توصف بأنها الأكثر غرابة وكانت عبارة عن فيضان كميات هائلة من الجعة سلت مجتاحة مناطق في لندن!
مظهر الكارثة بدا مثل تسونامي حقيقي. موجة من الجعة دمرت كل شيء اعترض طريقها وداهمت الأحياء الفقيرة في المدينة ودمرت الأكواخ البائسة وملأت الشوارع وطوابق البنايات السفلية بشراب من نوع شهير حينها من الجعة اللندنية داكنة اللون.
مصنع للجعة باسم "حدوة الحصان" كان يوجد في مدينة لندن عند تقاطع طريق توتنهام كورت وشارع أكسفورد. المصنع كان افتتح في عام 1764.
من الهوامش اللافتة أن صاحب المصنع في عام 1792 وكان يدعى جون ستيفنسون كان يتابع باعتمام كبير عملية التخمير وكانت تجري حينها في الطابق العلوي، إلى درجة أنه فقد توازنه ذات يوم وسقط في أحد الأحواض ومات غرقا.
بعد هذا الحادث المأساوي، اشترى مصنع "حدوة الحصان" رجل أعمال وبرلماني بريطاني يدعى هنري مو. كان الرجل من صناع الجعة المتمرسين، وكان يمتلك العديد من الحانات في لندن.
مو طوّر تقنية خاصة للتخمير في مصنع "حدوة الحصان". ولإعطاء منتوجه مذاقا خاصا، قام بخلط الجعة الخفيفة مع الجعة الداكنة البنية الشهيرة وقتها. اشترى لهذا الغرض خزانا خاصا ضخما غالي الثمن.
ازدهر المصنع في ذلك الوقت وراجت منتجاته، وكان يعتبر الأكبر لصناعة الجعة في العالم، إلى أن حل ذلك اليوم المشؤوم.
انقطع أحد الأطواق الحديدية الـ 29 التي تحيط بأكبر خزان لتخمير الجعة. الخزان كان مصنوعا من خشب البلوط وكان يحتوي على 610000 لتر من الجعة.
مثل هذا الأمر كان حدث من قبل ولم يكن هناك ما يدعو للقلق. الميكانيكي أبلغ المناوب عن الحادث وغادر المصنع عائدا إلى بيته.
في تلك المرة، لم تسر الأمور على ما يرام كما حصل في السابق. الكارثة بدأت مثل تدحرج أحجار الدومينو. الأطواق الأخرى لم تصمد مع زيادة الحمل وتقطعت الواحد تلو الآخر، وانسكبت أطنان من الجعة تسببت في تحطيم خزانات وبراميل أصغر. مليون ونصف الميلون لتر من الجعة المخمرة اندفعت مثل الطوفان.
في لحظات، داهم سيل الجعة جدارا من الطوب في مصنع الجعة. وكان الموقف مثل سدادة الفلين في زجاجة ممتلئة. اندفعت موجة جعة عملاقة ودمرت منزلين أمام المصنع في لحظات، ثم سال الطوفان في الشوارع محطما واجهات المباني ومخترقا الجدران الأقل صلابة.
ما زاد الأمور سوءا أن منطقة طريق توتنهام حيث يوجد المصنع كانت عبارة عن حي فقير به أقبية يسكنها مهاجرون إيرلنديون معدمون. ملأت الجعة الطوابق السفلية في رمشة عين، وداهمت ساكنيها على حين غرة. تمكن البعض من النجاة والسباحة في الجعة إلا ان عددا منهم كان أقل حظا.
قضى تسونامي الجعة على 9 أشخاص هم خمسة نساء وثلاثة أطفال ورجل. الأخير لقي حتفه بطريقة غريبة. لم يختنق بالجعة بل مات متسمما بها. ذلك الرجل وهو مهاجر إيرلندي يبلغ من العمر 37 عاما غمرته الجعة وامتص جسمه الكثير منها من خلال مسامات جلده ما أدى إلى إصابته بسكتة قلبية.
التحقيق حينها جرى بالطريقة البسيطة المعتادة في ذلك الوقت من القرن التاسع عشر. نظر المحققون في سبب الكارثة وعزوها إلى انقطاع الطوق، ثم تساءلوا، لماذا انفصل الطوق؟ ولم يجدوا أي سبب إلا الإرادة الربانية. لم يتم العثور على مذنبين وطوي التحقيق، ودخل طوفان الجعة التاريخ باعتباره أغرب تسونامي من صنع بشري.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
لاعب برازيلي نجا بأعجوبة: "قالوا إني مت لكني كنت أتنفس"!
وقعت فرق رياضية في مختلف الألعاب ضحايا لكوارث جوية نجم عنها أحيانا مقتل الجميع، إحدى هذه الكوارث المأساوية جرت لفريق برازيلي لكرة القدم في 29 نوفمبر 2016.
نيزك بنبوءات عن "أمريكا" و"مرض الزهري" و"بابا روما"!
تحيط بنيزك سقط في 7 نوفمبر عام 1492 في حقل قمح بالقرب من منطقة الألزاس بفرنسا، الكثير من المفارقات والأساطير. هذا النيزك تميز أيضا بأنه الأقدم المعروفة تفاصيل عنه بشكل جيد.
يأكلون بشهية كبيرة ولا يسمنون.. سر مدهش ببساطته!
يتساءل كثيرون عن سبب ندرة رؤية صينيين رجالا ونساء بأوزان زائدة وسمنة ظاهرة على الرغم من شهرتهم بأنهم يأكلون بشهية مفتوحة أطعمة من كل لون.
أنا ابن فينسينزو تخليت عما سبق من أفكار!
أعاد بابا الفاتيكان بولس الثاني في 31 أكتوبر 1992 الاعتبار إلى العالم الفلكي غاليليو غاليلي، مشيرا إلى أنه كان على حق في قوله إن الأرض والكواكب الأخرى تدور حول الشمس.
ضجة هاتف محمول يعود للحضارة السومرية!
تداولت صحف ومواقع في الإنترنت في عام 2015 خبرا مذهلا عن اكتشاف هاتف محمول متحجر أثناء عمليات التنقيب في قبر تاريخي في مدينة زالتسبورغ بالنمسا.
صورة من المستقبل ونبأ عن ترامب!
يؤكد أمريكي يبلغ من العمر الآن 67 عاما، أنه سافر في تجربة إلى المستقبل وحمل إلى البشر دليلا عبارة عن صورة لمدينة لاس فيغاس الأمريكية بعد 150 عاما، وخبرا عن دونالد ترامب.
الجمعة السوداء.. عملية سرية غير مسبوقة تنتهي بإحراق فرسان الثراء الفاحش
بدأت نهاية "فرسان الهيكل" أصحاب النفوذ المالي الهائل بأوروبا في العصور الوسطى فيما يعرف بيوم الجمعة الأسود. اعتقل الأعضاء بفرنسا في سرية تامة فجر 13 أكتوبر عام 1307.
من اختراع معجون الأسنان ومزيل العرق وأسس حتى فن "الإتيكيت"؟
يصاب الكثيرون بالدهشة والذهول حين يتحدث علماء أجانب عن منجزات الحضارة العربية الإسلامية الفريدة، بما في ذلك بين أحفاد أصحاب هذه الحضارة في الوقت الراهن.
الكلمة الأخيرة: "اطلق النار أيها الجبان"!
اكتمل تشكل أسطورة ورمزية شخصية تشي غيفارا، عدوا شرسا "للإمبريالية" الأمريكية، بخاتمة حياته التي بدأت بأسره في بوليفيا في 8 أكتوبر عام 1967.
قصة سقوط "ابن السماء" في قبضة قوات المظليين السوفيتية!
تمكنت وحدات من قوات المظليين من طلائع القوات السوفيتية في 9 أغسطس عام 1995 من السيطرة على مطار كان يستعد "بو يي" آخر أباطرة الصين من سلالة تشينغ، الفرار منه مع حاشيته.
التعليقات