وكشفت دراسة حديثة أن عنكبوت الأرملة الكاذبة يستهدف الفقاريات عادة، وكذلك السحالي والخفافيش والآن الزبّابات (الزّبّاب حيوان من الثدييّات يشبه الفأر، له أنف طويل مدبّب وعينان وأذنان صغيرتان، يأكل الحشرات).
في الواقع، سجل معدو الدراسة مشهدا مروعا خارج نافذة غرفة نوم في جنوب إنجلترا، حيث التهمت أنثى عنكبوت الأرملة الكاذبة زبّابة قزمة (Sorex minutus).
وعلى الرغم من اسمها، إلا أن الزبابة القزمية تعتبر عملاقة مقارنة بالعنكبوت، حيث يبلغ طولها عادة حوالي 5 سم (2 بوصة) بالإضافة إلى ذيل يبلغ طوله 4 سم.
ويبلغ طولها أكثر من ثلاثة أضعاف طول عنكبوت الأرملة الكاذبة، الذي يبلغ طوله 1.4 سم، كما تزن حوالي 10 أضعاف وزنه.
وتتعامل الأرملة الكاذبة مع الفريسة الضخمة بمزيج من السم القوي والحرير القوي، مثل عناكب الأرملة الحقيقية (بما في ذلك عناكب الأرملة السوداء السيئة السمعة وعناكب الظهر الحمراء).
وهذا ما حدث في منزل بمدينة تشيتشيستر، في جنوب إنجلترا، حيث سجل عالم الحيوان بجامعة غالواي، دون ستورجيس، مقطع فيديو مذهل.
ويُظهر الفيديو شبكة عنكبوت أرملة كاذبة، تقع خارج نافذة غرفة النوم، مع حيوان ثديي صغير عالق في الحرير. وساعد التحليل اللاحق لبقايا الثدييات الباحثين على التعرف عليه على أنه زبابة قزمة.
وأفاد الباحثون أن الزبابة كانت لا تزال على قيد الحياة في الشبكة، على الرغم من أنها لم تُشاهد إلا وهي تقوم ببعض الحركات الطفيفة بالقرب من بداية محنتها. وربما يرجع ذلك إلى السم العصبي القوي للعنكبوت، والذي يُعرف بأنه يسبب شللا عصبيا عضليا سريعا.
وذكر الباحثون أن العنكبوت شوهد يتحرك ذهابا وإيابا بين الزبابة والعوارض الخشبية فوق النافذة، مستخدما الحرير لرفع الزبابة لأعلى حوالي 25 سم.
وبعد 20 دقيقة، رفع العنكبوت فريسته إلى العوارض الخشبية، بعيدا عن الأنظار جزئيا. وغلف الزبابة بالحرير، والتهمها لمدة ثلاثة أيام، ثم أسقط ما بقي من شبكته.
وبحسب الباحثين فإن "بقايا الزبابة لم تكن سوى الفراء والعظام والجلد".
ومن غير الواضح كيف أمسك العنكبوت بالزبابة لأول وهلة، ولكن هناك احتمالا كبيرا ألا يكون الأمر محض صدفة.
وأوضح الباحثون في دراستهم أن هذا هو التقرير الثالث خلال خمس سنوات عن عنكبوت أرملة كاذبة وهي تصطاد أحد الفقاريات، وتشير أساليبها إلى التكيف مع "الافتراس المعتاد للفقاريات".
وفي حين أن الأرملة الكاذبة يمكن أن تقدم لدغة مؤلمة وقد تحقن البكتيريا المسببة للأمراض إلى جانب سمها السام للأعصاب، فهي ليست عدوانية ولا مميتة للبشر وتشكل خطرا أقل على الصحة العامة مما تشير إليه بعض المقالات الإخبارية.
نشرت الدراسة في مجلة Ecosphere.
المصدر: ساينس ألرت