وبحسب الدراسة الحديثة، فإن الناس يحصلون على المزيد من نوم حركة العين السريعة (REM) في الأشهر الباردة، في الفترة ما بين شهر ديسمبر وشهر فبراير عندما يكون الضوء أقل.
وبينما بدا إجمالي وقت النوم في الشتاء أطول بنحو ساعة في الشتاء عن الصيف، لم تكن هذه النتيجة ذات دلالة إحصائية.
ومع ذلك، فإن نوم حركة العين السريعة، المعروف بارتباطه المباشر بالساعة البيولوجية، والتي تتأثر بتغير الضوء، كان أطول بمقدار 30 دقيقة في الشتاء عنه في الصيف.
وتشير الدراسة إلى أنه حتى في سكان المدن الذين يعانون من اضطراب النوم، فإنهم يسجلون نوم حركة العين السريعة أطول في الشتاء مقارنة بالصيف، ونوما أقل عمقا في الخريف.
ويقول الباحثون إنه إذا كان من الممكن تكرار نتائج الدراسة في الأفراد الذين يتمتعون بنوم صحي، فإن هذا سيوفر الدليل الأول على الحاجة إلى تعديل عادات النوم لتناسب الموسم، ربما عن طريق النوم مبكرا في الأشهر المظلمة والباردة.
وأثناء نوم حركة العين السريعة، يزداد نشاط الدماغ ويحلم الناس. ويبدأ النوم الطبيعي بثلاث مراحل من نوم حركة العين غير السريعة في البداية، تليها فترة قصيرة من نوم حركة العين السريعة.
وفي حين يقر الباحثون بأن النتائج بحاجة إلى التحقق من صحتها لدى الذين لا يعانون من صعوبات في النوم، فإن التغيرات الموسمية قد تكون أكبر في السكان الأصحاء.
ووفقا للباحثين، فإنه إذا كان من الممكن تكرار النتائج في الأشخاص الذين يتمتعون بنوم صحي، فسيقدم هذا الدليل الأول على الحاجة إلى تعديل عادات النوم مع كل موسم برد، ربما عن طريق النوم في وقت مبكر في الأشهر المظلمة والباردة.
وفي الدراسة، قام فريق من الباحثين بتجنيد 292 مريضا خضعوا لدراسات النوم تسمى تخطيط النوم.
ويتم إجراؤها بانتظام على المرضى الذين يعانون من صعوبات متعلقة بالنوم. ويُطلب من المشاركين النوم بشكل طبيعي في مختبر خاص من دون منبه، ويمكن مراقبة جودة ونوع النوم بالإضافة إلى مدة النوم.
وبعد إجراء استثناءات للأشخاص الذين يتناولون الأدوية التي تؤثر على النوم، وأولئك الذين ربما تخطوا المرحلة الأولى من حركة العين السريعة، بقي 188 مريضا في الدراسة.
وعلى الرغم من أن المشاركين كانوا معتادين على المدن ذات التعرض المنخفض للضوء الطبيعي والتلوث الضوئي المرتفع، والذي يؤثر على أي موسمية ينظمها الضوء، وجد الباحثون تغييرات "مذهلة" عبر الفصول.
بشكل عام، بدا أن إجمالي وقت النوم في الشتاء أطول بنحو ساعة في الشتاء منه في الصيف، بينما كان نوم حركة العين السريعة أطول بمقدار 30 دقيقة في الشتاء عنه في الصيف.
كما كان نوم حركة العين السريعة أقصر خلال الخريف منه في الربيع بنحو 25 دقيقة.
ومن المعروف أن نوم حركة العين السريعة يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالساعة البيولوجية، والتي تتزامن مع الشمس وتتأثر بتغير الضوء.
لذلك، من المحتمل أن يؤثر تغيير طول النهار والتعرض للضوء على مدار العام على مدة وجودة النوم، كما يقول الباحثون.
وقال الفريق في الورقة البحثية المنشورة في مجلة Frontiers in Neuroscience: "بينما تتم دراسة التأثيرات قصيرة المدى للضوء الصناعي على نوم الإنسان، فإن التقارير عن الآثار الطويلة المدى التي يسببها الموسم نادرة. وأظهرت تحليلاتنا أن إجمالي وقت النوم خلال الشتاء أطول منه في الصيف وأن نوم حركة العين السريعة أطول خلال الشتاء مقارنة بالربيع".
وقد يكون للتغييرات الموسمية في بنية النوم آثار على التوصيات المتعلقة بإجراءات النوم.
ويوضح الباحثون أنه في حين أن وقت استيقاظ معظم الناس خارج نطاق سيطرتهم حاليا إلى حد كبير، نظرا لجداول المدرسة أو العمل، فقد يستفيد المجتمع من وسائل الراحة التي تسمح للبشر بالاستجابة بشكل أكثر فاعلية للمواسم المتغيرة.
وفي غضون ذلك، قد يساعد النوم مبكرا في فصل الشتاء على استيعاب الموسمية البشرية.
وخلص الفريق إلى أن "القدرة على إثبات هذه الاختلافات بموضوعية في مجموعة غير متجانسة من المرضى هي ذات قيمة لتوصيات النوم للمرضى".
المصدر: إندبندنت