وفي حديث خاص لـ RT، صرح مؤسس مهرجان شرم الشيخ السينمائي الدولي ومديره السابق الصحفي، جمال زايدة، أن مهرجان "المنبر الذهبي" يهتم بالسينما العربية ويسعى دائما لمد أواصر التعاون والتبادل الثقافي بينه وبين منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يؤكده الحضور الملموس للسينما العربية، سواء على مستوى الأفلام المعروضة أو على مستوى لجنة التحكيم والضيوف، ويؤكده البروتوكول الموقع بين مدير المهرجان، ميلياوشا آيتوغانوفا، ومدير مهرجان شرم الشيخ السينمائي الدولي المخرج المصري المعروف، مجدي أحمد علي.
كما شهدت هذه الدورة حضورا متميزا للوفد المصري ممثلا في منسق مهرجان قازان فى مصر والعالم العربى، أشرف سرحان، والمخرج اسماعيل مراد، ورئيس لجنة المهرجانات السينمائية المخرج عمر عبد العزيز، والمنتج صفى الدين محمود.
وتتضمن لجنة تحكيم المهرجان مدير مهرجان وهران السينمائي الدولي صديقي إبراهيم (الجزائر)، والمخرج رشيد فرشيو (تونس)، والناقد السينمائي شريف عوض (مصر).
وعن الأفلام المصرية، قال زايدة إن الأفلام الروائية الطويلة المشتركة في المهرجان هي "أخضر يابس" للمخرج محمد حماد (2016)، ويحكي حكاية أسبوع فارق في حياة بطلة الفيلم "إيمان"، تحاول فيه إقناع أحد رجال عائلتها بحضور خطبة أختها الصغيرة، نيابة عن والدها المتوفى، كما تقتضي التقاليد الاجتماعية المتوارثة، التي دائما ما تؤمن بها وتضعها نصب عينيها، ولكن حدثا صادما يجعلها تضرب بكل قناعاتها السابقة عرض الحائط.
أما فيلم "نوارة" للمخرجة هالة خليل (2017)، فيحكي قصة فتاة اسمها "نوارة" من حي شعبي، تعيش قصة حب مع "علي" خلال الفترة التي اندلعت فيها ثورة 25 يناير 2011. ويستعرض الفيلم أثر ما كان يجري في مصر خلال هذه الفترة على نوارة وعلى قصة حبها، وعلى عملها كخادمة في فيلا أحد الوزراء السابقين.
ويحكي فيلم "فوتوكوبي" للمخرج تامر عشري (2017)، حكاية "محمود"، وهو رجل في أواخر الخمسينات من عمره، وصاحب مكتبة لتصوير ونسخ المستندات في أحد أحياء الطبقة المتوسطة بالقاهرة، والذي يرى أن مهنته والعالم من حوله يتلاشى تدريجيا، ولا يستطيع التكيف مع العالم الجديد، أو مع جيرانه، ويجد في يوم من الأيام أثناء تصويره أحد المستندات موضوعا عن الديناصورات، ليبدأ رحلته من الهوس بالبحث عن أسباب انقراضها في إطار درامي. ويدفعه هذا الهوس بالديناصورات إلى إعادة اكتشاف الحب والصداقة والأبوة والمعنى الحقيقي للحياة.
كما عرض الفيلم الوثائقي الطويل "أبدا لم نكن أطفالا" (2015)، والذي يطرح حكاية سيدة مصرية تحاول أن تنفق بمفردها على أبنائها الأربعة، خاصة بعد طلاقها من زوجها الذي لا يشارك في الإنفاق على الأبناء، وتواجه هذه السيدة العديد من التحديات بسبب تغير كافة الأحوال من حولها.
وشارك الفيلم القصير "ريد فيلفيت" للمخرج محمود سمير يوسف (2017)، الذي يحكي حكاية "نانسي" التي تتعرض لوعكة صحية مميتة صباح أحد الأيام، ويصبح أمل نجاتها الوحيد في يد طفلها الغافل "آسر".
وأكّد جمال زايدة على التواصل المستمر بين مهرجان قازان للسينما الإسلامية والسينما المصرية، حيث عرض المهرجان في دورته السابقة فيلم "مولانا" للمخرج مجدي أحمد علي في افتتاح المهرجان، وكذلك فيلم "يوم للستات" للمخرجة كاملة أبو ذكري، وأشار إلى أن مدير مهرجان شرم الشيخ السينمائي الدولي المخرج، مجدي أحمد علي، قد وقع على بروتوكول للتعاون بين مهرجان قازان والمهرجان المصري، يبدأ تفعيله مع الدورة القادمة للمهرجان في مارس المقبل بمدينة شرم الشيخ.
وأشاد مؤسس مهرجان شرم الشيخ السينمائي الدولي بالجهود المبذولة من جانب جمهورية تترستان لرعاية المهرجان السينمائي الذي أصبح جواز سفر فني للجمهورية، التي يحرص رئيسها، رستام مينيخانوف، على حضور حفلي الافتتاح والختام للمهرجان، بينما يفتتح المهرجان كعادته كل عام، رئيس مجلس المفتين في روسيا الشيخ راوي عين الدين.
ويرى جمال زايدة في تلك المهرجانات وانفتاحها على منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي "محاولة هامة في كسر الاحتكار الذي تفرضه سينما هوليوود على السوق العالمية للسينما، وعلى العالم العربي بالأخص، حيث يجب أن يكون هناك اهتمام من جانب مصر والعالم العربي للانفتاح على نوع آخر وجديد من السينما الروسية، واهتمام بالانفتاح على ثقافات الاتحاد الروسي المتنوعة، والتي سوف يفتح التبادل الثقافي معها آفاقا غير محدودة لشعوب المنطقة وأيضا للشعوب الروسية التي تربط بعضها بالمنطقة روابط العرق والدين والتاريخ المشترك".
المصدر: RT