مباشر

الوجه القاتم للشهرة.. لماذا يرحل نجوم الفن مبكرا؟

تابعوا RT على
تكشف دراسة ألمانية حديثة عن الوجه المظلم للشهرة، حيث وجد الباحثون أن الحياة تحت الأضواء قد تقصر أعمار الفنانين المشاهير بنحو 4.6 سنوات، على الرغم من بريق وعالمية مجال الترفيه.

ووجدت دراسات سابقة أن الفنانين المشاهير يواجهون خطر الوفاة في سن أصغر من عامة الناس، ولذلك، حاول فريق من الأكاديميين الألمان معرفة ما إذا كانت الشهرة تلعب دورا في ذلك.

وحلل الباحثون مسيرة حياة 648 فنانا موسيقيا. وتم استخلاص مجموعة الفنانين المشاهير من قائمة "أعظم 2000 فنان على مر العصور" على موقع acclaimedmusic.net. وكان متوسط أعمارهم 67 عاما. 

وقام الباحثون بمطابقة كل مغن مشهور مع مغن أقل شهرة بناء على خصائص معينة، بما في ذلك الجنسية والجنس والأصل العرقي ونوع الموسيقى التي يؤدونها بالإضافة إلى ما إذا كانوا ينتمون إلى فرقة موسيقية أو فنانين منفردين.

وتوصل الباحثون إلى نتيجة صادمة. فقد وجدوا أن الشهرة قد تكلف المشاهير ما يقارب خمس سنوات من أعمارهم، حيث يعيش النجوم في المتوسط حتى 75 عاما فقط، بينما يمتد عمر أقرانهم الأقل شهرة إلى 79 عاما.

وما يزيد الأمر إثارة للقلق هو أن البحث كشف عن ارتفاع خطر الوفاة بنسبة 33% بين المشاهير، وهي نسبة تقارن بخطورة التدخين العرضي على الصحة. 

وتكمن المفارقة في أن هذا الخطر يبدأ بالظهور تحديدا بعد بلوغ قمة الشهرة، ما يجعل من الشهرة "نقطة تحول زمنية" في حياة النجوم، كما يصفها الباحثون.

ولعل الأكثر إثارة للتفكير هو ما كشفته الدراسة عن الفرق بين الفنانين المنفردين وأعضاء الفرق الموسيقية. حيث يبدو أن العزلة والضغوط التي يعانيها الفنان المنفرد تجعله أكثر عرضة للخطر، بينما توفر الحياة ضمن فرقة موسيقية شبكة دعم عاطفي وعملي تخفف من وطأة الضغوط.

وتعزى زيادة خطر الوفاة المرتبطة بالشهرة إلى مجموعة من الضغوط النفسية والجسدية الفريدة التي يتعرض لها النجوم، حيث تؤدي الحياة تحت الأضواء إلى إرهاق مستمر ناتج عن تداخل الحدود بين الحياة العامة والخاصة. ويضطر المشاهير إلى التعامل مع ضغوط السفر المتواصل، والجدول الزمني المكثف، والتوقعات العالية، ما يولد حالة من التوتر المزمن الذي ينعكس سلبا على صحتهم الجسدية والنفسية.

كما يدفعهم الإرهاق العاطفي الناتج عن المتابعة الإعلامية المستمرة والرقابة العامة إلى اللجوء أحيانا إلى حلول غير صحية كالمخدرات أو الكحول، بينما يحرمهم نمط الحياة غير المنتظم من فرصة الالتزام بأنظمة العناية الصحية الأساسية. وجميع هذه العوامل تتضافر لتخلق بيئة خصبة للوفيات المبكرة.

ويتجلى صدق هذه النتائج من خلال سجل الوفيات المبكرة للعديد من نجوم الموسيقى العالميين، من جون لينون الذي رحل بعمر 40 عاما، إلى "برينس" الذي توفي عن عمر ناهز 57 عاما، وصولا إلى ديفيد بوي الذي وافته المنية عن عمر ناهز 69 عاما. وهذه الأمثلة ليست مجرد صدف، بل تشكل أنماطا تدعمها البيانات والإحصاءات.

وهذه الدراسة لا تكتفي بتسليط الضوء على المشكلة فحسب، بل تنبه إلى ضرورة تطوير آليات دعم خاصة بالنجوم، وتصميم تدخلات وقائية تستهدف هذه الفئة التي تدفع ثمناً باهظاً مقابل الشهرة التي يحلم بها الكثيرون.

المصدر: إندبندنت

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا